لم يكن الموت صدمة يومًا ما لأحد بل تظل الصدمة الحقيقية تكمن في افتقاد شئ غال وثمين لم تكن تتمنى فراقه يومًا ما… رحيل الفنان الكبير خالد صالح مفاجأة صنعها بنفسه، لم يخبر أحدا أنه يجري عملية قلب مفتوح في رحلة النهاية بأسوان، في قرار وصفه المقربون بأنه الأخطر، فهو لم يكترث بحياته يوما.
في آخر حواراته التلفزيونية على فضائية «سي بي سي»، قبل حوالي شهر من وفاته، قال إنه لا يخشى الموت كونه خضع لعملية قلب مفتوح وتغيير شرايين، عام 1999 أي قبل 15 عاما وهو في عمر الـ 36 عامًا، مضيفا أنه لم يعش حياته خاضعا لـ «سيكولوجية المريض»، لأنها كانت تعرقله وتحد من إنجازاته.
بدأ حياته الفنية في عامه الـ 36 عام 1999 بفيلم “جمال عبدالناصر”، وجسد دور رجل المخابرات صلاح نصر، وشارك في أول مسلسل له عام 1999، وجسد دور مأمون الشناوي في مسلسل “أم كلثوم”، ثم تفرغ للعمل بالتمثيل عام 2000، ذاع صيته بعد تقديمه دور الضابط في فيلم “تيتو”، عام 2004.
حصل على جائزة أفضل دور ثان في فيلم “تيتو” من المهرجان القومي الـ11 للسينما عام 2005، وحصل على جائزة أفضل ممثل لعام 2005، عن دوره في فيلم “ملاكي إسكندرية”، من إخراج ساندرا نشأت، وحصل على جائزة أفضل ممثل دور ثان عن فيلمي “تيتو” و”أحلى الأوقات”.
في عام 2007 قدم أول بطولاته المطلقة في مسلسل “سلطان الغرام”، وقدم دور البطولة في فيلم “هي فوضى”، ودور آخر في فيلم “حين ميسرة”، في عام 2008 قدّم ثاني بطولاته في مسلسل “بعد الفراق”، أمام الفنانة هند صبري، وحصل علي جائزة التمثيل من مهرجان الأفلام وجائزة الإبداع الذهبية وشهادة تقدير لأحسن تمثيل من مهرجان الإعلام العربي عن دوره في مسلسل “تاجر السعادة”، عام 2009، وأهدى الجائزة لزوجتة هالة، وشكّل مع الفنان أحمد السقا ثنائيا مهما وقدما معا أفلام “تيتو وحرب أطاليا وعن العشق والهوى وابن القنصل والمصلحة”.
له ما يقارب 70 عملًا، منهم حوالي 16 مسلسلا، 32 فيلما، 5 مسرحيات، إلى جانب عدد من المسلسلات الإذاعية، وكانت آخر أعماله في التلفزيون مسلسل “حلاوة الروح”، في رمضان 2014، وفيلم الجزيرة 2 مع الفنان أحمد السقا الذي من المقرر أن يعرض في عيد الأضحى.
ويعد دوره في مسلسل «الريان» الذي جسد فيه دور رجل الأعمال الذي أثير حوله جدلا كبيرا في الثمانينيات وحتى خروجه من السجن أبرز أعماله والذي كان يلقب فيه بـ«ابن الجنيّة» المعروف بذكائه ودهائه في صنع ثروة كبيرة في وقت ضئيل أذهل به المصريون وقتها.
ويعد من أفضل المشاهد التي صورها صالح جاءت في فيلم «فبراير الأسود»، عندما تحدث عن الأوضاع الاجتماعية داخل مصر.
ويظهر في المشهد خالد صالح وأمامه عدد من الدكاترة والعلماء والمهندسين ويقول لهم: «دي خريطة للأوضاع في مصر، في ظل المأساة التي تعيشها البلاد، محدش يقدر يعيش مطمئن على بلده وأسرته إلا الـ3 دُول: الجهات السيادية بأنواعها الحكومة والمخابرات بأنواعها، ومنظومة العدالة، القضاء النيابة والشرطة، ومنظومة الثروة (رجال الأعمال)، المنظومة الثالثة دي تتعامل وتقدر تشتري المنظومتين دُول».
وتابع: «دول اللي يقدروا يناموا ويطمنوا إن محدش يقدر يأذيهم، ونقدر نقول عليهم دول الفئات الآمنة ليوم الدين».
وأوضح: «أما اللي زينا العلماء والدكاترة، مرشحين ناخد بالجزمة في أي وقت، فلا قيمة لنا في هذا الوطن»، ووصف الحياة في مصر بقوله: «الحياة في مصر وصلت لمرحلة البي بي».
بدأت رحلته مع المرض بعدما تعرض لأزمة قلبية نتيجة الإجهاد الشديد، الذي بذله أثناء تصوير مسلسله “موعد مع الوحوش”، وتعرض لآلام حادة في منطقة الصدر، أثناء تصوير مسلسله الأخير “حلاوة الروح”.
حاول إخفاء تعرضه لبعض المتاعب الصحية التي دخل على إثرها مركز لأمراض القلب، لكن الأطباء أخبروه بضرورة خضوعه لعملية القلب المفتوح لتغيير شريان وصمام في القلب، إلى أن خضع في سبتمبر 2014، إلى عملية تغيير صمام بالقلب، أجريت له في مركز القلب بأسوان، وتوفى 25 سبتمبر عن عمر يناهز 50 عامًا.
المدون محمد فتحي يكتب في مدونة قاهريات في 26 سبتمبر عن مسيرة خالد صالح الفنية، وأبرز العبارات ذات الدلالات السياسية بها.
للإطلاع على النص الأصلي:
Hello. http://jakshgy773733.us