في جملته الشهيرة” أنا لست ديكتاتورا لأحجب الفيسبوك، لكني سأعتقل من يستخدمه” لخص القذافي تعامل الأنظمة العربية مع حرية الرأي والتعبير، فالأنظمة العربية لا تتبع سياسات الحجب لكنها تفضل اعتقال المدونين ونشطاء إنترنت. حيث يعتقد زبانية هذه الأنظمة من رجال شرطة وأمن وخلافه أن الحل الوحيد للتعامل مع الشباب وممارستهم على الانترنت هو العمل بالمثل القائل “اضرب المربوط يخاف السايب” وهكذا تظن تلك الأنظمة إنها بإمكانها تخويف ملايين الشباب العربي الذي يستخدم الانترنت عن طريق حملات الاعتقال التى تتم على المدونيين.
ربما كانت حالة كريم عامر هي الحالة التي أظهرت للمتابعين تخوف النظام المصري البائد من الحرية التي يتيحها الإنترنت، لكن الآن وبعدما حكم على كريم بتهمة إهانة الرئيس بسبب تدوينه كتبها على مدونته، يعيش كريم حراً طليقاً بينما مبارك منفي في شرم الشيخ ممنوع من السفر أمواله مجمدة وسيعرض على المحاكمة قريباً. إلا أن وضع حرية الرأي والتعبير على الإنترنت في بقية الدول العربية يبدو أكثر سوداوية مما كان عليه الحال في مصر، وحتى رغم النجاح الجزئي لحركات المطالبة بالديمقراطية في مصر وتونس في كسب أرضيات جديدة إلا أنه وإلى الآن لا يوجد ضمانات كافية لحرية الرأي والتعبير في أي من الدول العربية.
قبل اعتقال المدون السعودي فؤاد الفرحان منذ عدة سنوات كتب رسالة لأصدقائه يقول فيها “سيأخذونني في أي وقت خلال الأسبوعين المقبلين” وفي البحرين تم اعتقال المدون علي عبد الإمام لعدة أشهر تحت ادعاء بثه لأخبار كاذبة حول الأوضاع الجارية في البحرين، ولتونس تجربة مثيرة في الحجب واعتقال نشطاء الإنترنت لكن الجدير بالذكر أنة خلال تطور أحداث سيدي بوزيد تم اعتقال المدون سليم عمامو على خلفية نشاطه في نقل أخبار الأحداث من أكثر من مدينة تونسية، إلا أنه وبعد نجاح الثوار في تونس من الإطاحة بنظام بن علي وتشكيل حكومة مؤقتة ظهر اسم عمامو كوزير الدولة للشباب والرياضة.
ورغم محاولة ظهور بعض دول الخليج على أنها أحد رعاة حرية الرأي والتعبير في المنطقة تظهر دائما قضايا انتهاك حرية رأي وتعبير كملمح أساسي من المشهد الحقوقي والسياسي لهذه الدول، فقطر التي يتشدق حكامها بحرية التعبير المتاحة على قناة الجزيرة نجد أنها لا زالت تعتقل إلى الآن المدون سلطان الخليفي، وحتى لم يتم الإعلان إلى لحظة كتابة هذه السطور عن أسباب اعتقاله.
وفي السعودية كان اعتقال المدون السوري رأفت الغانم على خلفية مقالاته على مدونته وبعض المواقع الحوارية السعودية عن موضوعات ينتقد فيها الأوضاع في السعودية، وفي الإمارات جاء اعتقال حسن محمد حمادي على خلفية إعلانه لرأيه الداعم للثورة المصرية.
وفي سوريا تم الحكم على المدونة طل الملوحي-20 سنة- بالسجن خمس لا لشيء إلا أنها تكتب الشعر وتدعم القضية الفلسطينية، وهناك عدة حالات اعتقال أخرى في سوريا ضمن استبداد النظام السوري القابع على أرواح السوريين من عقود حيث تم اعتقال المدون أحمد أبو الخير ضمن حركة اعتقالات واسعة في شهر فبراير2011 وتم إطلاق سراحه بعدها بشهر تقريبا.
وفي 11 يناير 2011 تم اعتقال المدون المغربي توفيق السعضلاوي، والذي قضى عشرة أيام في المعتقل خرج بعدها وأرسل رسالة لأحد أصدقائه المدونين يقول فيها أنة لم يكن وحدة، بل كان هناك عدد من المدونين خاصة الأمازيغ، ومجموعة من الناشطين الحقوقيين، ورغم وجود حالات كثيرة من القمع التي يتعرض لها المدونون في المغرب إلا أنة يذكر حادثة محاكمة المدون محمد الراجحي والحكم علية بسنتين سجن عام 2008 بالإضافة لمحاكمة المدون البشير حزام عام 2009 على خلفية كتاباته في مدونته.
وفي ظل الظروف التي تمر بها ليبيا في مواجهة (الكائن) القذافي، لم نستطيع أن نلم بالمعلومات المؤكدة عن أسماء ممن تم اعتقالهم على خلفية نشاطهم الإلكتروني في الدعوة للثورة على (كائن) ليبيا، إلا أنة هناك آراء تقول بأنهم بالعشرات الآن، ولعل مصير محمد سحيم الغامض إلى الآن بعد اختطافه من منزله في منتصف شهر فبراير 2011 يعطي إشارات سوداء عن الانتهاكات التي ربما يوجهها معتقلي الرأي في ليبيا.
الحقيقة أن أوضاع حرية الرأي والتعبير في الوطن عربي مثلها مثل بقية قضايا حقوق الإنسان لا يوجد لها محل من الإعراب في ظل التردي العام للأوضاع السياسية والاقتصادية في المنطقة أغلب دول المنطقة العربية، وحتى الدول التي تم الإطاحة برأس النظام فيها كمصر مثلا، وجدنا رئيس وزرائها السابق-شفيق- قبل استقالته وقد قطع برنامج “واحد من الناس” يقدمه عمرو الليثى والحلقة كانت تستضيف إبراهيم عيسي وبالفعل لم يكتمل البرنامج وتم قطعه بعد اتصال من شفيق بصاحب قناة “دريم الفضائية”.
محمد الطاهر
Hi there, simply was aware of your weblog via Google, and located that it’s really informative. I’m gonna be careful for brussels. I will be grateful in case you continue this in future. Lots of people might be benefited out of your writing. Cheers!
My business is not positive the best place you’re getting your facts, nonetheless good issue. We ought to commit a little while discovering a great deal more or comprehending far more. Thanks for wonderful details I used to be on the lookout for this data in my mission.
Thank you for every other wonderful article. Where else could anyone get that kind of
information in such an ideal means of writing? I have a presentation next week,
and I’m on the search for such info.