تحملوا قطع الكهرباء.. ولوموا مبارك

للناس إلي بتقول إن قطع الكهرباء هيتسبب في مشاكل إقتصادية نتيجة لتأثيره على المحلات والحركة الإقتصادية وما إلى ذلك… أحب أشرحلكم قصة بسيطة تبين إن الحل الوحيد للكارثة إلي 3مبارك حطنا فيها هي للأسف قطع الكهربة:

١. موضوع الكهربة ده مكون من جزئين.. أولاً: المحطات وثانياً: الوقود اللازم لتشغيل المحطات. يعني حتى لو بنيت كل المحطات ألي أنت محتاجها لو معندكش وقود فكأنك بالظبط معندكش محطات.

٢. المحطة بتحتاج تقريباً ٣-٤ سنين للتشغيل من يوم إتخاذ القرار بتنفيذها يعني أي مشكلة أنت بتقابلها ليها علاقة بعدم كفاية المحطات ترجع الشريط علاطول ٣-٤ سنين للوراء وتشوف مين كان في إيده المفتاح وتمسك في رقبته

٣. في راجل عظيم عينه السادات وزير للكهربا قبل ما يموت علاطول اسمه ماهر أباظة. الراجل ده قعد وزير من ١٩٨٠ لحد سنة ١٩٩٩ يعني مبارك ورثه من السادات ومش هو الي عينه. في وقته حصل زيادة غير طبيعية في الإستهلاك أدت إلى أزمة مشابهة للي إحنا فيه وكان في قطع يومي للكهرباء (نصف الثمانينيات) وقدر يحلها عن طريق التوسع في بناء المحطات (٢٧ محطة في عهد أباظة بدأ التخطيط لها في عهد السادات وأكملها عام ١٩٩٩)

٤. لأن كل شئ في مصر بيعتمد على مبادرات فردية وليس على إستراتيجية موحدة ولأن مبارك كان شخص غير موهوب ومعندوش خطط فبعد ما أباظة ساب الوزارة عام ١٩٩٩ (كانت مصر وقتها عندها فائض من الطاقة) فإن كل ما خطط له أباظة وكل ما فعله إنتهى على إيد مبارك وعصابته… إزاي بقى حصل كدة دي قصة ممتعة جداً.

٥. سامح فهمي والراجل في عهده حصل بعض كشوفات الغاز الجديدة. الي حصل في وزارة البترول ساعتها إنه تم المبالغة في كميات الغاز الي تم اكتشافه وعلى أساس الأرقام المبالغة دي تم التخطيط لإستخدامات الغاز المحلية والتصدير وتوليد الكهرباء وما إلى ذلك… في ناس هتسأل طب ليه تبالغ في تقديرات الغاز المكتشف؟ الإجابة إن الرقم ده بيخش في موازنتك وفي زيادة الناتج المحلي (و ده مش المفروض يحصل) إلى جانب إنه بيمكنك تمضي عقود أكتر وتبيع الغاز في المستقبل (تبيع الغاز وهو في الأرض قبل إستخراجه)… من الآخر المبالغة في الرقم ده بيحسن أرقامك ويخليك تقدر تقترض أكتر وتصرف أكتر وتقبض عمولات أكتر.

٦. معظم محطات الكهرباء تم تحويلها لتعمل على الغاز إلى جانب السولار للإستفادة من المخزون الهائل المزعوم وهي دي المشكلة الأساسية الآن. في محطات (بعضها محتاج صيانة ويمكن محتاجين كام واحدة كمان) بس المشكلة الرئيسية في الوقود.

٧. قامت وزارة البترول (إلي المفروض عندها كميات هائلة من الغاز) بالتوقف عن الدفع للشريك الأجنبي ثمن حصته من الغاز وبالتالي قامت الكثير من الشركات بالقوقف عن الإنتاج أو التوقف عن التوسع وبالتالي بدل ما تستخدم الغاز (الي هو قليل أصلاً) أصبحت مضطر إنك تشتري سولار بالعملة الصعبة (لعدم كفاية الإنتاج المحلي)

٨. بعد الثورة إنخفض إيراد العملة الصعبة بسبب مشاكل السياحة وتم الإعتماد على الاحتياطي من العملة الصعبة في البنك المركزي إلى جانب المساعدات لشراء الوقود والقمح وما إلى ذلك.

٩. إنخفاض الإحتياطي من العملة الصعبة أثر على قيمة الجنيه وأدي إلى وجود سوق سوداء للدولار مما أدى إلى زيادة الضغط على الجنيه وزيادة تكلفة الإقتراض وزيادة تكلفة الإستيراد في مصر.

١٠. الحل الوحيد للإستمرار في إنتاج الكهرباء كما السابق هو إما أن تدفع ما عليك للشركات الأجنبية حتى توافق على التوسع في إنتاج الغاز (و هي فلوس لا تملكها الدولة حاليا) أو تقترض من أجل الحصول على الوقود.

١١. بالتالي أمامك حلين: تخفيض إنتاج الكهرباء (يعني تعيش على قدك ويدرك المجتمع إنه مجتمع فقير لا يملك نفقات إستهلاك الطاقة الحالية) حتى نتمكن من سداد مستحقات الشركات الأجنبية ونتمكن من بناء محطات حديدة وصيانة القديمة أو أن تتوسع في الإقتراض (مبارك ستايل) وتتاجر بمستقبل أولادك زي بالظبط ما مبارك عمل وتاجر بحاضرنا اليوم هو وشلته من أجل أن يحافظ على نفسه في الماضي.

إلي بيقول قطع الكهربة بيتسبب في أضرار إقتصادية مش مدرك إن المشكلة حصلت خلاص ولازم حد يدفع الثمن والحد ده إما إحنا اليوم بقطع الكهربة أو أولادنا بعد كام سنة لو قررنا نتوسع في الإقتراض ونصدر المشكلة للمستقبل وتحصل نفس المشكلة تاني.

الخلاصة: الي بتعمله الحكومة دلوقت من قطع للكهربة هو الحل الوحيد المسؤول والمنطقي من الناحية الإقتصادية وكان المفروض المجلس العسكري والإخوان من بعده يعملوه ولكنهم خافوا من الغضب الشعبي وخافوا على مراكزهم أكتر من خوفهم على الإقتصاد الوطني.

حاجة كمان: المشكلة ليست إخوان أو حكومة … المشكلة مجتمعية من مجتمع مش مستوعب إنه لازم يعيش على قده عشان مبارك بالفعل سرقه ولازم حد يدفع الثمن… الموضوع هنا مفيهوش غني وفقير.. الموضوع فيه مجتمع محلتوش مليم وعايز يعيش برنس بالسلف… الكل لازم يدفع الثمن وإلا بمنتهى البساطة أولادكم هيدفعوا الثمن…

يسقط مبارك والمدافعين عنه…

أحمد زهران، المدير التنفيذي لشركة “كرم سولار” المختصة بالطاقة الشمسية، يكتب في 19 أغسطس على موقع فيس بوك، رؤيته كخبير في أزمة الكهرباء التي تضرب مصر، ويراها أزمة طويلة الأمد نتاج فساد وإهمال سنوات مبارك لا غيره.

للإطلاع على النص الأصلي:

https://www.facebook.com/aahzahran/posts/10154516347925724

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *