كل يوم تظهر دلائل أكثر أن مصر لا تختلف عن تونس. والتحديات التى تواجهها الثورة المصرية تتشابه مع التحديات التى تواجهها الثورة التونسية. في التدوينة التالية يكتب مهدى بن سليمان عن الشيخ الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية المقابل لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، ينتقد سليمان في مدونته التى تحمل عنوان “حزين على الإنسان” تصريحات الغنوشى والتيارات الدينية ومواقفه من القضية التونسية فيما بعد الثورة.
حزين على الإنسان
http://mahdi-lost.blogspot.com
رسالة مباشرة إلى الشيخ الغنوشي
اندلعت انتفاضة شعبية تونسية ( نعم انتفاضة شعبية و واهم كل من أقر بأنها ثورة شعبية )أساسها حق العيش ككلّ إنسان حرّ له حقوقه و عليه واجباته ، بعد صمت دام قرابة الربع القرن ( و لا أدري لماذا كل هذا الصمت أيا يخاف الميت الموت ؟ )؟
و لكن … بعد هاته الحروف الثلاثة ؛ اللام و الكاف و الميم تنقلب الأمور رأسا على عقب و تتحطم كل قيود المنطق .
جاءنا الفرسان من كل حدب و صوب و امتطوا صهوة حصان ” الثورة ” الوهمي ثائرين و استلوا السيوف قائلين و في نبرات صوتهم حشرجة من هم كانوا نائمين : ها نحن هنا أبطال الثورة المناظلين بإسم الشعب عدنا و على بركة الله قلنا .
هكذا كانت عودة الغنوشي إلى تونس عبر مطار تونس قرطاج الدولي ليستقبلوه أتباعه بأنشودة طلع البدر علينا ( و دعني أغني لك … لكن على طريقتي و للناس فيما ينشدون مذاهب ) :
طلع القبر علينا من ثنيات الضياع
وجب الخوف علينا ما دعى لله داع
أيها المندسّ فينا جئت بخطاب الضياع
جئت غرقت المدينة ارحل يا أتعس داع
و كأنه الفارس المغوار الذي انتظروه ألف عام ليحرّرهم من براثين تنين خرافي ينفث الحمم من منخريه أو الرسول المنتظر جاء ليوزع عليهم صكوك التوبة لعلهم بالجنة الخالدة ينعمون( ذلك لأن كل بشري يتمتع بنصيب ضئيل من الوعي العقلي ضعيف الشخصية فلا يؤمن بإنسانيته و لا يعي بأنه إنسان يسير فوق وجه الأرض فهو من البديهي يحتاج إلى رمز يقدسه و يتبعه أينما حل نظرا لهشاشة البيئة العقلية لتلك الفئة ” القطيع ” و قوة الخطيب على الإقناع و حسن نفخهه في مزمار العاطفة الدينية ” الراعي صاحب المزمار السحري ” )؟
فهل كانوا يعلمون بأن ذلك الراشد كان يتنفس هواء لندن النقي من الجهل الممزوج بعطر الكافرين و يلبس مما ينسجون و يأكل مم يصنعون فقبل الثورة، كان دائما أول من يهنئ الرئيس وصهره و أول من يشيد بجلالته صاحب المعجزات ( التصريح الشهير لأميرهم راشد الغنوشي “ثقتي فى الله وفى السيد الرئيس عظيمة ” وزيارته للزين فى قصر قرطاج ودعوته لأتباعه ومؤيديه للتصويت له أثناء الإنتخابات المهزلة والتوقيع على الميثاق اللاوطني ) و كان ينعم بحياةٍ طيبةٍ وهنيئة في المنفى ( ليس منفى بل هو هدية من المخلوع ليبتعد عن ساحة القتال السياسي و لن يكون قبول الهدية خاليا من الشروط المادية طبعا ) في حين كان أتباعه متمسكون بمبادئهم و يناظلون كبيقية ممن عذبوا و ماتوا فى السجون النوفمبرية على مختلف توجهاتهم الفكرية و السياسية . وأما أثناء الثورة، لم يكن له أي ظهور على خشبة المسرح أيضاً ، في حين كان الرجال الحقيقيين و الشرفاء يقاتلون من أجل الحرية والديمقراطية و الكرامة و الإنسانية في كل من القصرين و سيدي بوزيد بينما كان هو و أتباعه في منازلهم مختفون ( من منكم شاهد شهيدا من أولئك بين الذين سقطوا برصاص الأمن التونسي الخائن و الذي لم يحاسب بعد ، حتى الغنوشي و رغم تعدد لقائته الإعلامية لم يطالب بالكشف عن جرائم جانفي 2011 بل تشدق قولا إن المنتحر ليس شهيد فكل همّه السيطرة على الأحياء الشعبية الفقيرة و مثال حي التضامن خير دليل على ذلك ) . ثم لماذا لم يلجأ إلى إحدى الدول الإسلامية بل لجأ إلى دولة علمانية وطلب الجنسية … ذلك لأن العلمانية وحدها من تكفل حقوق المواطنة لكل مواطن و لكن للغنوشي رأي مخالف لمفهوم المواطن و المواطنة :
إن المواطنة متاحة لكل من طلبها فالتحق بإقليم الدولة و أدى الذي عليه … أما الذين رفضوا – و إن كانوا مسلمين – فليس على الدولة من ولايتهم في شيئ إلا أن يلتحقوا بها . أما إذا آثروا الإقامة في إقليم خارج الدولة فهم و إن كانوا جزءا من الأمة العقيدية فهم خارج الأمة السياسية . كتاب الحريات
العامة في الدولة الإسلامية ص 95 – راشد الغنوشي
و أختصر هاته الأسطر في كلمتين : لست معنا إذا فأنت ضدنا و لمزيد من التفسير ( إن كنت تعيش في دولة الغنوشي و لست متبعا لما سنه ذلك الشيخ الجليل فأنت لن تتمتع بحقوقك كمواطن و أما إن كنت مواطنا بالخارج ومتبعا لنفس دين الدولة فإن خروجك من أرض الوطن يسقط عنك حقوقك السياسية ) ؟
و لا يخفى عليكم طبعا بأن الكاتب إذا ما كتب نصا أو مقالا فهي عبارة عن قناعته الفكرية التي يريد إيصالها إلى الآخرين … فهل ستدرس كتب الشيخ في المدارس و المعاهد بهدف نشر الشريعة الغنوشية بيننا إذا ما قبع على الكرسي المطرز بالذهب ؟؟؟
* * *
تونس دولة عربية مسلمة أحبّ من أحب و كره من كره و لا أدري لماذا كل هذا الخوف من العلمانيين أو لماذا كل ذلك الخوف من الإسلاميين و الكل أبناء وطن واحد يدعون عشقهم للراية الحمراء و تقديسهم لكل أطرافه بداية من البحر الجميل ، مرورا بالوسط العليل ، وصولا إلى الصحراء المنسية و لكني لا أستغرب هذا التنافر و التصادم بين فئات المجتمع التونسي الذي عانى الأمرّين طيلة ثلاثة و عشرين سنة أرضية ، انتهكت فيها مداركهم العقلية حتى صاروا وجوها شاحبة هائمة تعبد المادة و لا ترضى بغيرها بديلا كل همّها العمل و المنزل و السيارة بأسرع الطرق و أقصرها فنخر السوس سلك التعليم فأضحى الأستاذ ” أس ” فقط و التلميذ ” تل ” فقط و الباقي ينوب بيه ربي ، بعبارة أخرى تفشى مفهوم المصلحة الخاصة و تناقلت إلى مسامعينا عبارة ” الدراسة لا تضمن المستقبل الرفيع ” مما أدى إلى نشوء قاعدة عقلية يسهل اختراقها من طرف الذين يتلاعبون بمشاعر المستضعفين أولئك الذين لم يبقى لهم في الدنيا نصيب من العيش الكريم فتكالبوا على الآخرة لعلهم يفلحون .
إن النظام التعليمي الذي يعتبر أساس أي مجتمع متماسك ، مزّقه النظام البائد بمخالب فولاذية و نخره الدود كما تنخر الجيفة … نعم لقد كان الشعب التونسي جيفة تتلاعب بها أعاصير الجهل و ما نشاهده اليوم من صراعات إيديولوجية ما هو إلا ظل من ظلال قلة الوعي الفردي و الجماعي و المؤسف أن القادمين من الغرب و في أيادهم مفاتيح الجنان تفطنوا لنقطة الضعف تلك ، لدى من لا وعي لهم ألا وهي العاطفة الاجتماعية عامة و العاطفة الدينية خاصة بما أن ميدان نشاطهم السياسي ” مرتعهم السياسي ” مجتمع إسلامي لا يواجه معتقداته المقدسة لا بالدحض و لا بالنقد فكلّ همّه العثور على المخلص الوحيد ، الشيخ المنتظر ، الأيرون- مان الخارق … فاحتكر الغنوشي و أتباعه الخطاب الديني و الوجداني و نصبوا أنفسهم ممثلين لإله السموات متكلمين بلسانه متممين لرسائله . و تأكيدا لم تم ذكره سلفا فقد جاء من خلال الحوار الذي أجرته معه جريدة “التجديد” المغربية، بتاريخ 1 /2/ 2008
الخميس, 07 فيفري/شباط 2008
حوار – محمد مصدق يوسفي
أكد الشيخ راشد الغنوشي -المفكر الإسلامي ورئيس حركة النهضة التونسية- أن الإسلاميين لا يحتاجون للقيام بانقلابات على الدول القائمة لتحويلها إلى دول إسلامية، وإنما يحتاجون إلى تفعيل دساتير هذه الدول والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد أو الرئيسي للتشريع
ما بالطبع لا يتغير ؛ هكذا قال أجدادنا ذات زمن مضى فهل سيتغير الغنوشي إذا ما عاش في بلاد الغرب ثم أتى ؟؟
التاريخ علمني بأن أقرأ الماضي وأتبين الغث من السمين بين سطوره لأبني مستقبلا متينا بحاضري فأرتع إنسانا حرّا بين ربوعه . و لما تصفحت تاريخك أيها الشيخ اصطدمت بكتبك المرصعة بأفكارك و العتيقة بفحوى مواضيعها … أ لم تجرد المرأة من إنسانيتها ؟
و المرأة بشر بصفة إنسان يولد ليعيش حرّ ، لها الحق في العيش بين ربوع الحياة كادحة في الحقول ، راقصة فوق التلال ، قاطفة خيرات الوطن بعرق جبينها … رغما عن أنفي و أنفك .
كيف تتجرأ و تسمح لنفسك بهكذا كلام بل كيف يكتب قلمك كلاما كهذا و للقلم لسان جريئ لكنه عادل … أحتى القلم غسلت دماغه .. ؟!
ففي كتابه المرأة بين القرآن و واقع المسلمين يكتب راشد قائلا :
و ميزات المرأة تتمحور حول وظائفها الجنسية كلّ ميزة تمتاز بها المرأة لها علاقة بوظيفتها الجنسية أو هي نتيجة لهاته الوظيفة … و الوظيفة الجنسية شيء أساسي بالنسبة للمرأة عرض بالنسبة للرجل ، و هذه الوظيفة هي أصل الطابع الأنثوي و كل صفة أخرى ثانوية تتغير بتغير الزي مهما بدت أساسية ، مما يجعل الوظيفة الجنسية جوهر الأنثى .
راشد الغنوشي : كتاب المرأة بين القرآن و واقع المسلمين ص 50
ألا تخجل أيها الشيخ … ألا تستحي أيها التقي
كيف تخول لك نفسك أن تجعل أعظم كائن في الكون مجرد عضو تناسلي فقط … ذلك الكائن الذي يحمل الحياة في أحشائه و يجابه آلام المخاض ومثله من رعاك ذات يوم إلى أن صرت شيخا جليلا بيد أنك لم تحترم من أرضعك و من عصارة تعبه أطعك
أ حقا جوهر الأنثى الجنس … إذا أخبرني كيف تكتمل الوظيفة الجنسية دون رجل ؟
لا أستغرب منك هذا الاحتقار و التحقير الصارم للمرأة إذ أنك هاجمت مجلة الأحوال الشخصية و تم فيها سن قوانين للأسرة تحوي تغيرات جوهرية من أهمها منع تعدد الزوجات( هذا هو السبب الرئيسي لديهم ” ديما كسكسي كسكسي يلزم ينوعوا شويا سلاطة و شويا غلة ” و الفاهم يفهم ) وسحب القوامة من الرجل ( للمرأة الحق في القول و الفعل ) وجعل الطلاق بيد المحكمة عوضاً عن الرجل ( لم تعد المرأة عبدة بين يدي الرجل متى سئم منها يلقيها ليأتي بأخرى )
راشد الغنوشي : كتاب المرأة بين القرآن و واقع المسلمين ص 63 ثم يتمادى في ص 72 ليقول حرفيا : إن الوجوه النسائية التي أبرزها النظام البورقيبي و اللائي يتحدثن كثيرا عن عمل المرأة و حريتها لا عمل لبعضهن و حتى للكثير لا داخل البيت و لا خارجه إلا التشدق بالشعارات و تحريض النساء على الرجال بما يورث السخط على جنسهن و الرغبة في الترجل سبيلا وحيدا لتحقيق الذات
تلك المكسب الثمين للمرأة التونسية بها تضمن حقوقها كإنسان بعد ما تعرضت له في الماضي من ظلم و استبداد في مجتمع أبوي يؤله الرجل و يئد المرأة بسبب الجهل الفردي و الجماعي لمفهوم المدنية و المواطنة فجعلوها كائنا غريبا عن الحياة بأفراحها و أتراحها ؛ جعلوها جسدا للكد و العمل خدمة لرب البيت نهارا و جسدا للمتعة الجنسية ليلا … لقد جعلوا منها عبدة و هذا الغنوشي لا يعلم بأن زمن العبيد ولى و انقضى و بأن التاريخ لا يعود القهقرى .
* * *
و أنا أكتب هنا و أبحث كيف أنتقل من الفقرة السابقة إلى الفقرة التالية بمنهجية المحترفين و في ذهني أن أتناول موضوع ثنائية الخطاب الغنوشي الذي لا يختلف فيه عاقلان لأن كلامه موثق إعلاميا سواء بصورة مرئية أو مكتوبة ، تذكرت رواية ” دكتور جيكل ومستر هايد ” تلك التي يعاني فيها الدكتور من انفصام في شخصيته حيث ابتكر بطل الرواية د. جيكل دواءا ، منطلقا من نظرية مفادها انه علينا الفصل بين عامل الخير و عامل الشر اللذان يسكنان طبيعة الإنسان … أعود للغنوشي ، تذكرت تلك الرواية العالمية لأني أكاد أقر بأن الشيخ اخترع مثل ذلك الدواء فاصبح مرة ” الدكتور الغنوشي “ و أخرى ” مستر الشيخ “
و لي بعض الدلائل سأكتبها و ما عليكم سواء الرجوع إلى الفيديوات التي تغزو الفايس بوك و تنشر غسيل النهضة و رئيسها لمزيد من الاطلاع و المعرفة الموثقة
في قناة ب ب س عربي :
المذيع : هل توافق حمدي عبد الرحمان مفتي الجماعة الإسلامية الذي قال إن الخروج عن الحاكم حرام شرعا ؟
الغنوشي : نعم
يا الله … كم أنت ديمقراطي تشجع على حرية الرأي و التعبير
الجميع يعرف عقاب الخروج عن الدين في الشريعة الإسلامية التي ستصبح دستور البلاد و من لا يعرف أقول له همسا كي لا تسمعني الحامل فتسقط جنينها ذعرا : الإعدام
ذلك لأن الشريعة الإسلامية تضمن إطباق القبضة الحديدية للحاكم إذ أنه يمثل السلطة الإلهية في الأرض فمن الذي يقمع في الشعب الإيراني و الأفغاني و الصومال و غيرهم ؟
إنها الدولة الدينية التي تنتهج الإسلامي السياسي فمن يذكر لي دولة نجحت في انتهاج هاته السياسة خلافا عن دولة النبي … فهل أنت نبي أيها الغنوشي لتصبح تونسن مكة جديدة ، أم أنك أفضل من جميع الذي سلكوا ما تبغي ففشلوا لتنجح أنت … ؟؟؟
إن الأمثلة السالف ذكرها تبين بأن الحلّ الوحيد و الأنجع لضمان إنسانية الإنسان لكل مواطن هو الدولة المدنية التي ترتكز على ضمان حقوق الإنسان المعاصر دون إقصاء الدين طبعا فهذا أمر مستحيل و غير مقبول من جميع فئات المجتمع التونسي و لكن ليبقى الدين في المساجد ينثر نور الإيمان في النفوس السوية و لتبقى المنابر الدينية متراسا يحمي الدولة من حرب أهلية .
* * *
في قناة الجوار :
قال الشيخ : إن الحياة لا تتحمل إلا قيادة واحدة
هنا قام الغنوشي بإقصاء كل فئات المجتمع و أقرّ بسياسة الرجل الواحد كما فعل من قبله السادي بن علي .
في تونس سكووب :
قال الشيخ : كل الأحزاب في تونس يجب أن تكون إسلامية
أيها الغنوشي يستحيل الجمع بين الخروف و الذئب في زريبة واحدة و لو لجزء من الثانية كما يستحيل أن يطير البطريق و من تحدى المستحيل غرق في مستنقع لا قرار له .
بعبارة أخرى إن السياسة تعتمد على الأساليب الملتوية و الخداع و النفاق و هلمّ ما جر من مشتقاتها بينما الدين باختلافه يدعو إلى التسامح و المعاملة الحسنة و طيبة القلب و هلم ما جرّ من مكارم الأخلاق … فكيف أجمع بين الذئب و الخروف تحت سقف واحد و أنا أملك القدرة على الفصل بينهما دون أن يموت الخروف و دون أن أعاقب الذئب على فعلته الشنيعة … ؟
و في المؤتمر الصحفي ليوم 07 فيفري 2011 صحبة حمادي الجبالي و قياديين آخرين في الحركة ، اعترفوا بأحداث ماء الفرق الشهيرة و حوادث باب سويقة اللتي لطالما أنكرتها الحركة … فمن يضمن للتونسيين عدم تكرار ما فعلتموه ؟؟
من يضمن … من يضمن و التاريخ خير شاهد على الذين استعملوا الدين كوسيلة للوصول إلى السلطة و ركب صهوة الدين ثم استلّ سيف الشريعة ليصل إلى كرسي السلطة السحري لن يتوانى عن الذود عنه و لو بقمع القمع بحدّ ذاته … مثال ذلك محمد بن سعود (مؤسس الدولة السعودية الأولى و الذي أطلق اسمه على البلاد حتى صار إسم الشعب مشتق من إسمه أ توجد أكثر من ذلك دكتاتورية عبودية ؟ و لا ننسى ما يحدث اليوم في السعودية من استبداد و اضطهاد بإسم الدين … كم أنت مسكين أيها الدين ) الذي تحالف مع محمد بن عبد الوهاب فحضّ الناس على قتال المسلمين تحت ما سماه الجهاد فكان يدعو إلى ما كان عليه الصحابة والأئمة الأربعة من اتباع كتاب القرآن وسنة رسول الله في الإسلام على حد اعتقادهم ( و هذا ما يحصل اليوم في تونس نتيجة الأفكار التي يبثها الغنوشي بين الناس و خير دليل لذلك التفرقة الدينية أو ما يسمى بالتكفير الذي تشهده بلادنا اليوم نتيجة بروز بعض الانتهازيين و ما أكثرهم بيننا و ظهور الكثير من الأتباع على مستوى القاعدة كالقطعان يسيرون و لتعاليم الشيخ يقدسون كالصدى يرددون و يا ليتهم يفهمون ) . و بعد المثال السابق الذي نفضت عنه رماد الماضي سأحيي مثالا من حاضرنا هذا ؛ ألا وهو محمد صخر الماطري ( أظن بأنه أضاف إسم ” محمد ” لنفس الأسباب التي سأذكرها ) صهر الرئيس الهارب ؛ الذي اقتحم المجال الإعلامي من خلال بعث محطة إذاعية تتمثل في إذاعة الزيتونة الإسلامية، منذ عام 2007 ، كما قام بتأسيس بنك إسلامي وهو مصرف الزيتونة. وقد عرف عنه تدينه ( هذا الصخر ثعلب ماكر تفطن لذلك الستار الذي يعمي بصائر المسلمين البسطاء و لا تحوم حوله الشكوك … ستار الدين و التدين به امتص عرق العامل الفقير و شرب دم اليتيم نخبا و مدام )
وجد التاريخ ليكون مرآة تعكس عيوب الماضي فلا نحرق بنار أحرقت أجدادنا و الإنسان العاقل لا يلدغ من الجحر مرتين … أ فلا تتعظون يا ذوي الألباب ؟
* * *
أيها الشيخ … ؛
يا من جعلت الشق ينشق إلى شقين و كل شق ينشق عن نفسه إلى شقين
يا من صيرت منابر الله الدينية منابرا سياسية ( أ ليس هذا بشرك أم إنك ظل من ظلاله عزّ و جلّ )
يا من تستغل حلة الفراغ الفكري الذي تعيشه بلادنا بسبب الجهل والفقر المتلازمين كعروسين تزوجا زواجا عرفيا .
يا من ملأت أدمغة الناشئة و الشباب بأفكارك الظلامية الرجعية و استغفلت مشاعرهم الدينية و عزفت على أوتار الإيمان المنسية فأعدت بعثها بخطاباتك الثنائية .
أنا لا أمثّل أي مذهب ولا أي دين و لا أي حزب سياسي ولا أي سلطة أرضية كانت أو سماوية… أنا مجرد إنسان … مجرد مواطن تونسي مسالم أدافع عن الإنسانية وحدها وأسأل تجار الدين وعبيد السلطة ومرضى العصاب الطائفي … بكم ستبيعون المواطن و الوطن لتشتروا القصور و دمنا هو الثمن … ؟
الــمــراجـــع :
1 – كتاب الحريات العامة في الدولة الإسلامية – راشد الغنوشي
2 – كتاب المرأة بين القرآن و واقع المسلمين – راشد الغنوشي
3 – الموقع الرسمي للشيخ راشد الغنوشي
4 – بعض الفيديويات المنتشرة في الانترنات و إليكم الروابط التالية :
لقراءة التدوينة والتعليق عليها برجاء زيارة الرابط التالى: http://bit.ly/mUq7NT
سلام عليك ايها الأدمين
هذا المقال الذي جاء تحت عنوان رسالة مباشرة إلى الشيخ الغنوشي و قمت بنشره هكذا دون ذكر المصدر إنه من عرق قلمي و لذلك أرجو منك حذفه