فحم و بقدونس!

13-6-1-

أزف إليكم البشرى.. لن تكون هناك أزمة طاقة في مصر بعد الآن!”

 -2-

في حجرته الضيقة، يجلس الشيف معاطييتابع آخر الأخبار بشغف، لاسيما مع إعلان مجلس الوزراء الموافقة على استخدام الفحم كوسيلة لتعويض شح إمدادات الغاز الطبيعي وتعويض أزمة الطاقة التي يتوسع تأثيرها السلبي على جميع أوجه أنشطة الحياة اليومية.

 يفرك الشيف معاطيعينيه، ويعدل من وضع منظاره الطبي الذي ينافس في تهالكه حوائط الحجرة الشركالتي يقطنها على أحد أسطح المنازل القديمة في حي مهمل من أحياء القاهرة، بينما ينحني أسفل قطعة الأثاث المحطم والوحيدة بالحجرة بحثا عن أوراقه الخاصة، والتي أخفاها من شريك الحجرة خوفا من أن يستخدمها كمناشف بعد قضاء حاجته!

 -3-

هناخد الفيرس من المرضى ونحوله حتت فحم بنسبة نقاء أعلى من المتوسط العالمي لأجود الأخشاب!”

-4-

يقول الشيف معاطيفي مذكراته التي ستكتسح مبيعاتها الأسواق في السنوات العشر القادمة، أن فكرة البحث عن مورد طاقة بديل تراوده منذ نعومة أظفاره، لاسيما مع تكرار تعرضه لعقاب اللسع بالشمع الساخن!

ويؤكد أنه بدأ ابحاثه سرا مع عدد من مساعديه المؤمنين بأهمية الفكرة، واجهوا خلالها عدد لا يحصى من المشاكل والعقبات، كان أيسرها الأغواء بالمال للتخلي عن المشروع الحلم، وأخطرها محاولات تصفية واغتيال.

-5-

نعمل في صمت منذ 33 سنة، وتم تجربة الجهاز بنجاح على قرود الهنولولو!”

-6-

في المؤتمر الصحفي العالمي الذي تم تنظيمه للإعلان عن الكشف العلمي المبهر، وجهت عدة أسئلة غير موضوعية للشيف معاطيعن علاقته بالطب والكشف عن الفيروسات، والحلقة المفقودة للربط بين هذا الفرع من العلم وفرع آخر يتمثل في أكتشافات الطاقة البديلة، وما يربط كل هذا بكونه مجرد طاهي، سبق اتهامه في وقائع تحضير وصفات طعام قاتلة تؤدي إلى التسمم!

لكنه وبحضور نال التصفيق والإشادة، أكد على أن فريق البحث لم ينسى ولم يتناسى أهمية البقدونسعلى مائدة الطعام المصرية خاصة في ظل الرابطة القوية التي تضعه في اي جملة مفيدة يُذكر فيها لفظ شواء على الفحم“!

-7-

الجهاز يقوم بـ (شفط) المرض، وتحويله إلى بخار غازي ثم تكثيفه في مضخات مخصصة، للحصول على الفحم النقي!”

-8-

يقول الشيف معاطيفي كل الحوارات المصورة التي قام بإجرائها مع عدد غير محدود من القنوات الفضائية، مصرية وعالمية، أنه نشأ في حي شعبي بسيط، وحمل على عاتقه هموم المواطن الكادح الباحث عن لقمة عيش مشويةيهديها لعائلته في نهاية يوم عمل شاق، فكانت نشأته البسيطة هي اللبنة التي وضع على اثرها مشروعه الذي سعى من خلاله لخدمة بني وطنه أولا واخيرا دون انتظار لعائد أو مقابل.

-9-

المنتج النهائي مدهش في جودته و(حجم) الفحم المستخلص من المرضى، وهي المشكلة الأكبر التي شكلت لسنوات أزمة عالمية في صناعة الفحم نتيجة تكسر أطنان من الفحم وعدم صلاحيتها للأستخدام!”

-10-

وعلي رأي الكابتن فاروق، خلينا نتكلم كفنيين بقى وسيبك من الهري المتصاعد في موضوع الفيروسات ده، خصوصا أنه اتقتل مناقشة وتفنيد، بص يا برنس على البلوة الجديدة وفتح عينيك!

في الوقت الذي تتجه فيه دول العالم للتخلي عن الفحم واستخداماته تماما بحلول عام 2040 بسبب تأثيراته شديدة السلبية على الصحة العامة وحجم التلوث بالرصاص والزرنيخ والكربون في الأماكن التي تستخدمه وما يتبعها من الإصابة بالتخلف والعديد من الأمراض والمضاعفات الصحية التى ترفع من معدل الوفيات، نبدأ كالعادة في ركوب القطار عكس المسار كاشفين عن صف أسنان لولي بابتسامة بلهاء، ودمتم!!.

(*) المقال المشار إليه عن أكتشاف حقيقة مخترع جهاز علاج الإيدز وفيرس سي، نشر في جريدة الشروق بتاريخ الثالث من مارس 2014 بواسطة الصحفي والطبيب الشاب محمد أبو الغيط

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *