كيف استشهدت “ميادة أشرف”؟

wasla15web-2ميادة منزلتش تغطي قبل كده في عين شمس خاصة أيام الجمع، كانت بتغطي مسيرة المعادي وأحيانا الهرم، المرة دي طلبت تروح عين شمس من موقع “مصر العربية” علشان تكون بجوار صديقتها أحلام حسنين الصحفية بجريدة الدستور، ميادة كلمتني على الشات ١٢ الظهر إننا ننسق لما المسيرات تلتقي في عين شمس لأني بغطي دائما مسيرة النور المحمدي بالمطرية، أنا نسيت أرن عليها وتقريبا في تمام الساعة ٣ تقابلنا مع بعض أربعة من بينهم أحلام وميادة في شارع أحمد عصمت بعين شمس“.

وبعيدا عن الضحك والهزار وعزومات الطعام وروح المودة اللي سادت بنا استمرينا مع المسيرة لحد ما وصلت مزلقان عين شمس، نسيت أنوه إن اشتباكات حصلت بين مشاركين في المسيرة وأهالي أو بلطجية معرفش مرتين قبل ما نوصل المزلقان كان الطرفين بيردوا على بعض بالخرطوش والألعاب النارية .

في مزلقان عين شمس وقفنا مع بعض قدام عصارة دخلت شربت عصير طلعت لقيت ميادة وأحلام قاعدين على الرصيف وبيضحكوا بسرعة لفت انتباهي قيام متظاهرين بإشعال النيران في العلم الإسرائيلي وفعلا انتقلنا لتصوير الخبر صورت فيديو أنا وأحلام وميادة صورت صور وقعدت أفرجهم على الفيديو بقولهم الزاوية دى كويسة، وفجأة المسيرة اتشتت ناس روحت وناس راحت ناحية عزبة النخل ميادة سألت متظاهر عنده يجي ١٥ سنة أنتوا رايحين فين قالها عزبة النخل قالت له ما كنت تتظاهروا قريب وخلاص قالها هو بمزاجنا قالتله امال ايه ؟ قالها ده بمزاج التحالف ضحكت ميادة واتعجبت من كلامه .

دي كانت آخر كلمات ميادة تقريبا لأن الضرب بدأ وفيه بلطجية وأمن هاجموا المسيرة من ناحية مدرسة فلسطين وكان كل الضرب رصاص حي وخرطوش وفجأة المزلقان تحول لكر وفر والناس بدأت تتشتت واتفرقنا جريت وواحد تاني ناحية مترو عين شمس من أسفل الكوبري وأحلام وميادة جريوا من طريق تاني .

اتصلت لما وصلت عند المترو بميادة لقيتها انتظار اطمنت وقلت تلاقيها بتملي خبر رحت رنيت على أحلام فقالت “يا محمد ميادة اتقتلت”، بسرعة اتصلت تانى بميادة فكرت أحلام بتهول وإنها مجرد إصابة رد على واحد قلتله صاحبة التليفون فين قالى ماتت خدت طلقة فى دماغها وبلغنى إنهم فى طريقهم لمسجد القدسى قريب من عزبة النخل بسرعة انتقلت للمسجد قالو ده فى مسجد الشيخ عبيد.

مشاهد سيئة للغاية ميادة بيلفوا وشها بشاش ومغطينها بملاية بيضة ثلاثة أشخاص كلهم متظاهرين واحد ملابسه كلها اتلطخت بدماء ميادة والتاني بيربط ايديها ورجليها بشاش خفيف لزوم التكفين والتالت ماسك التليفونات بيرد على الناس وقفت عند راس ميادة واحلام بتبكى وقاعده جنبها وقعدت تتمتم بكلام حزن شديد .

هنا بدأت مرحلة جديدة تماما المسجد عايز يخلص من الميتة والإسعاف رافض ييجى وناس كده من أهل المنطقة عايزين يطردونا لأنها ماتت فى مظاهرات انا حاولت بكل جهدى اتحمل الصدمة واتصلت بموقع مصر العربية واتصلت بناس تانيه علشان يساعدونا .

برواية اللى شالها واللى دم ميادة ملأ ملابسه وبشهادة أحلام صديقتنا الضرب جه من ناحية الهجوم على المسيرة لأن ميادة كانت بتجرى مع المتظاهرين .

أسوأ شئ المتاجرة بالدماء وأنا عن نفسي رفضت مداخلات الجزيرة والوكالة الفرنسية وكمان CBCوصحف تانية مصرية فضلت إني متكلمش في حالتي السيئة دي وإن كلامي ميستغلش لصالح تيار معين .

دي شهادتي أمام ربنا ميادة ماتت وهي بتأدي عملها ومن رصاص معروف بتاع مين مش محتاجة لا أدلة ولا براهين والناس اللى بترمي ميادة لتوجه سبحان الله أنا سألتها واحنا في أحمد عصمت انتى سيساوية قالتلى أنا لا مع ده ولا ده .

آخر حاجة وبرغم سوء معاملة الميت فى بلادنا لأننا اضطرينا نخبى ميادة ورا ستارة المسجد علشان ببساطة لو مؤيدين تيار معين شافوها هيسلموا ميادة للأمن وهى ميته، انا اطمنت لما شلت الشاش من على وشها ورا الستارة لقيتها مبتسمة قلتها وأنا مبتسم أنتي بتضحكى وانت ميته كمان أكيد شايفة النعيم اللي أنا مش شايفه.

نشر محمد رسمي، الصحفي بموقع مصر العربية، على صفحته بموقع فيس بوك شهادته على مصرع الصحفية ميادة أشرف زميلته بالموقع، أثناء تغطيتها لأحداث الاشتباكات في منطقة عين شمس في 27 مارس، منتقدا ما وصفه بالمتاجرة بدماء زميلته.

للإطلاع على النص الأصلي:

http://bit.ly/1lPBNKz

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *