إلقاء عذراء جميلة في النيل كنوع من القرابين أو الرشوة.. من الطقوس التي شكك في صحتها المؤرخون والباحثون .. وأغلب الظن أن قدماء المصريين كانو يلقون تمثالاً خشبياً أو نوع من أنواع السمك الضخم وليست فتاة حيّة ..
في عصرنا الحديث يحدُث هذا .. يُلقى المصريون بالعذراوات قبل بلوغهن سن “العنوسة” في “نيلــة” الزواج بلا رحمة .. يدفعونهُن دفعاً بكل قسوة وإنعدام للضمير .. لا لشيئ إلا للنجاة من وَحش العنوسة وأنيابه التخيُّليّة التي فاقَت رهبتها في قلوب المصريات كل أساطير الرعب كالندّاهة والغولة وأبو رجل مسلوخة ..
وأخُص بالذكر هنا أمهاتنا .. اللائي يبدأن حربهُن الضروس على بناتهُن فور تخطيهن العشرين ربيعاً .. بالترغيب تارة وبالترهيب أخرى حتى القمع والحصار يستخدمُ أحياناً لحَث البنت على الهرب من جحيم بيت أهلها إلى ما يصفونه لها بـ “جنة الزواج” هناك حيثُ تستطيعين السفر والسهر “لما تبقي عند جوزك”..
أمهاتنا المصريات اللآئي يستعصين على الفهم أو التحليل .. اللآئي ستفشل كل محاولات مراكز الأبحاث الإجتماعية وتحليل السلوك العالمية في فك شفرة دوافعهُن في كُل ما يأتين من أفعال تجاه بنتها الي طالعة لأمها عشان قلَبنا القدرة على فُمّها ..بإسم الحب والحرص على مصلحة بنتها!
أمهاتنا من جيل عانت أغلب زيجاته من الفراق .. جيل الخليج .. المروحة والبطانية والصابونة اللوكس .. أمهاتنا اللي عاشو عيشة الـ “سينجل ماذر” الأمريكانية غصباً .. لأن الزوج التمانيناتي كان سُرعان ما ينطلقُ للحاق بالـ “خليجيان دريم” -على غرار الحُلم الأمريكي- لأسباب تصُب جميعها في بلاعة أجمعَ ذوو السوالف الكثيفة على تسميتها “تأمين مُستقبَل الأولاد” ..
وغالباً ما كان هذا التأمين يأتي في صورة بناء عمارة “بيت” .. أو شراء أراضي، دهب، شهادات إستثمار… إلخ
فكان على أمهاتنا أن يقمن بالتربية منفردات والقيام بدور الأبوين معاً..
لغاية هنا الموضوع لا يخرج عن كونه بطولة وكفاح وحِمل تقيل قامت إمهاتنا بقبوله والوفاء به بإبتسامة وحُب وإنكار للذات لا يضاهيهُن فيه سوى الأنبياء .. فين المُشكلَة طاه ؟!
المشكلة إن سبحان الله نفس الأم .. أنتجتلنا ذكور وإناث اليوم ..
نفس الأم هي الي أنتجت “رجــــــال” اليوم !!
رجال اليوم بكُل إنصاف مش هنبقى بنشتم الواحد منهم لما نقول عليه “تربية أمّه”.. أيوة كانت زمان شتيمة ووصمة عار تعني لَم يجد أباً له ليُربّيه .. أما في جيل التمانينات فـ”تربية أمّه” واقع وحقيقة لا ينكرها أحد..
وتربية أمهات مصر من الذكور هم عبارة عن فراخ بيضاء مربربة مُدللة زي فراخ مزارع الدواجن ..
الفرخة بتفضل في الدُرج بتاعها والعلف يجيلها لغاية عندها ..
نشأ لا يرى للزوج أو الأب دور ولا وجود داخل جدران بيته .. نشأ يرى الزوجة والأم هي الكُل في الكُل .. كل حاجة مسئوليتها هي .. مدارس .. مذاكرة .. أكل .. لبس .. شُرب .. لعب .. حُب .. نوم .. علاج .. دين ..
لا دور للرجل .. غير إنه يجيب فلوس !
رجالة النهاردة فيما عدا إستثناءات تكاد تكون نادرة .. هم جيل الفراخ البيضاء
قامت بتربيتهم أمهات لم ولا ولن أفهم حتى اليوم سر تقديسهُن للإبن الذكر وتفضيله في كل شيئ عن أخواته البنات إن وجِدن .. هذا التقديس والتدليل الي كان نتيجته إن جيل شباب كامل لا يعرف للرجولة معنى غير غلظة الصوت وكثافة شعر الصدر وذيل نبت له بين ساقية ..
أناني لا مسئول قاسي فرعوني النزعة لا وزن عنده ولا تقدير للمرأة خارج حدود السرير ..
لأنه ببساطة ” ما وجَد عليه أمّه” .. لا جديد هناك إذن ولا فضل في ذلك .. فهو “دور المرأة الطبيعي” ..
نفس الأم اللي أنتجتلنا الخنزير الذكر ده .. هي اللي بتحارب بنتها بكل الأسلحة لتدفعها للزواج بأي شكل .. عشان ما يتقالش عليها عانس !
سيدتي الأم المصرية العزيزة .. المفاجأة هي .. إن مش حضرتك بس اللي ربّيتي خنزير “أيوة اللي هو إبنك” .. كل البيوت التانية فيها سيدة فاضلة زيك ربّت خنزير تاني و تالت ..
وعشان بنتك تنفذ رغبتك المحمومة في إنك تشوفيها عروسة فإختياراتها محصورة في سوق خنازير كبير .. لا أحد فيهم سوف يقيم لبنتك وزناً خارج غرفة نومهم اللي حضرتك طبعاً هتُصرّي إنها تكون بالشيئ الفلاني عشان هي كمان مش أقل من الجارية اللي زيها “بنت خالتها” الي لما إتعرضت للمزاد .. قصدي للجواز.. إشتراها خنزير من كام شهر بأعلى تمن عشان شعرها ناعم وصدرها معقول
وملفوفة !.
المدون أحمد فؤاد يكتب في 16 سبتمبر بموقع فيسبوك منتقداً تربية الأم المصرية لابنتها على الخنوع وأن دورها هو الخدمة، ولابنها على أنه الأفضل من أخته، مما ينتج إعادة مستمرة لدائرة البؤس في العلاقات الزوجة، وترث الابنة نفس معاناة أمها.
للإطلاع على النص الأصلي:
https://www.facebook.com/Ahmad.Fouad.A/posts/10152276115130685