1- يوم 23 مايو الماضي كان العودة الأقوى للتدوين في الفضاء الإلكترونى. تم تحديد هذا اليوم كيوم للتدوين عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة. جاءت التدوينات متنوعة ما بين محاولات تقييم أداء المجلس، أو انتقادات لبعض التجاوزات التى حدثت من قبل جهات في المؤسسة العسكرية خلال الفترة الماضية. ورغم حدة النقد في بعض الأحيان إلى أن هناك شيء جمع كل التدوينات في هذا اليوم وهو عدم وجود “كراهية” من أى نوع.
الكراهية في الأصل تولد الاحتقار. والاحتقار يسبب اللامبالة وعدم الاهتمام بالأمر أو الشخص. طوال سنوات حكم مبارك لم تكن معظم التدوينات التى تكتب عنه سوى انعكاس لهذه الكراهية والاحتقار. لأنه نظام كان قد فقد الأمل في إصلاحه، ولأننا الجميع كان يعرف أنه لا يستمع إلى صوت رئيسه السابق محمد حسنى مبارك.
2
على سيرة “مبارك”.. أتذكر في عام 2005 شارك مبارك في واحد من أهم المسرحيات الهزلية التى أقيمت على مدار العام تحت عنوان “انتخابات الرئاسة”. وفي واحدة من فصول تلك المسرحية. شاهد المصريون جميعاً الإعلامى عماد الدين أديب بصحبة مبارك والاثنين يسيران بمنتهى الطمأنينة داخل واحده من المراكز الحيوية في المؤسسة العسكرية.
يتذكر الكثيرون هذا المشهد: عماد الدين أديب محشوراً في كرسي صغير على حجمه، وأمامه السيد الرئيس السابق وشريف عرفه يبذل جهودا خارقه لإظهار الاثنين في كادر واحد والرئيس مبتسماً يعرفنا “نحن الآن داخل غرفة قيادات العمليات المركزية”.
كان هناك عملية إعلانية إعلامية ترويجية تتم داخل واحده من أكثر الأماكن خطورة وسرية ومع ذلك لم يعترض أحد ولم يقف الكثيرين لتأمل المشهد.
أفكر الآن ماذا لو أراد أحد مرشحى لانتخابات الرئاسة القادمة استغلال نفس المكان لتصوير جزء من حملته الإعلامية هل ستوافق المؤسسة العسكرية؟ ماذا لو كان المرشح أحد أبناء القوات المسلحة مثل اللواء مجدى حتاتة على سبيل المثال وأراد تصوير جزء من حملته في واحده من الغرف التى قام بتجديدها أثناء توليه مهمة رئاسة الأركان هل سيسمح له؟
الإجابة الأكثر ترجيحاً لكل الأسئلة السابقة هى: لا.
لكن مثل هذا التناقض يكشف أن المؤسسة العسكرية تحتاج وفي أسرع وقت ممكن لإستراتيجية إعلامية واضحة. توضح طبيعة علاقتها بالإعلام، وتقوم على الشفافية والصراحة، وتقبل النقد والاختلاف في وجهات النظر. وليس جر المعارضين إلى قاعات المحاكم العسكرية أو شرب القهوة داخل مبنى النيابة العسكرية كما حدث مع المدون والناشط حسام الحملاوى، وريم الماجد وثلاثة من القضاة لمجرد حديثهم للإعلام وانتقادهم المحاكمات العسكرية.
3
كتم الأراء، والتغطية على المشاكل والاحتقانات البسيطة لا يؤدى للقضاء عليها، ولذلك فأنماط تفكير مثل المذيع محمود سعد الذي خاطب حسام الحملاوى قائلاً “الحاجات دى تقولها على النت مش في التلفزيون” هو تكرار لنفس الأخطاء القديمة، وهو تحدى آخر للمجلس العسكري والأمل ألا ينخدع بتهريج المهرجين وتطبيل المطبلين مثلما خدعوا من كان قبله.
النقاش العلنى، وفتح كل الملفات وإجراء تحقيقات معلنة النتائج في التجاوزات التى تمت في حق نشطاء أو أفراد مدنيين. هو المخرج الوحيد للمجلس ولنا. والطريق الوحيد لفترة انتقالية آمنة. أما تحويل الأمور إلى اتهامات بالتخوين أو محاولات خريجة للوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة فهو لا يساهم إلا في تكوين مناخ معتم تتضارب فيه الحقائق ويؤدى إلى تفاقم المشاكل الحقيقية.
4
أننا في وصلة نهدى هذا العدد بشكل خاص للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. رسالة ورقية مرسلة من الانترنت تحمل بعض الأصوات التى قد تكون غاضبة، إلا أن السبب الأساسي لغضبه هو أن أصحابها يشعرون أنه وبعد كل التضحيات التى تم تقديمها خلال الثورة وقبلها مازال هناك تعذيب في أقسام الشرطة كما تكشف تدوينة ص 10، ومازال المتظاهرون السلميين أمام السفارة الإسرائيلية يتم ضربهم وأهانتهم لا لشيء إلا لأنهم عبروا عن رأيهم، ومازال من يقول “لا” متهم بالعمالة والخيانة ومحاولات الوقيعة في حين أن كل ما يقوله هو نتيجة “لحبه” للإنسان ولكرامة الإنسان ولهذا البلد. والتغيير الذي يأمل في حدوثه لن يقوم به من خلال السلاح أو العنف أو الكراهية.. بل كله حدث وسيحدث بالحب. وهو ما نأمل أن يحافظ المجلس العسكري على وجوده.
Woah this blog is great i really like studying your articles. Stay up the great paintings! You understand, many individuals are searching round for this info, you can aid them greatly.