ثلاث شهادات من هجوم الداخلية على الألتراس

الشهادة الأولى: ثلاث شهادات من هجوم الداخلية على الألتراس

احنا اللي قتلناكوا في بورسعيد واحنا اللي هنقتلكوا هنا

إحنا كنا مستنيين لعيبة الأهلي قبل وقفة العيد بيومين الساعة 6 مساءاً عند المطار القديم، صالة 1. حصلت مشادة بيننا وبين الأمن، ماعرفش سببها. كان اشتباك بسيط مش مستاهل. الناس ولعت شماريخ لكن مش أكتر من كده.

فوجئنا إن ظابط طلّع مسدسه بيضرب نار حي، طلعنا نجري بره المطار. واحنا بنجري، اتنين من أصحابنا اتمسكوا، واحد صاحبنا راحيجيبهم سيبناه وجرينا، لقينا على الطريق كمين.

كانت الدنيا ضلمة ولقينا ضرب خرطوش وغاز.رجعنا وجرينا ناحية تانية، لقينا كمين تاني، واحنا بنشاور ونقول سلمية، فضلوا يقربوا والكمين من الناحيتين فاتزنقنا في 5 متر على الرصيف. ورغم إننا اتحبسنا في الكمين، ضربوا علينا خرطوش، وفجأة ضربوا علينا قنبلتين غاز.

الغاز ملا المكان لدرجة إن الظباط والعساكر ماستحملوش وبعدوا، وده خلانا نعرف نجري.

كنا حوالي 200 واحد، اللي عرف يهرب عدد قليل جداً، وقبضوا على 170 واحد مننا. أنا جريت ونطيت من فوق سور عالي، والسور اللي بعده عديت من فتحة ضيقة من تحت البوابة في قلب السور. ركبت عربية ميكروباص مع 5هربوا معايا، كل ما نروح حتة نلاقي كمين، وبيفتشوا كل عربية ملاكي يدوروا علينا، عدينا على كمين فتش الميكروباص وطلعنا بره وأخد بطايقنا، ونيّمنا على الأرض على بطننا وظابط الجيش قال لنا “نام على بطنك زي الـ…”، وقال لي أحط جزمته فوق ايديا، والعساكر شدوا الآلي، وقال لنا اللي هيبص يمين أو شمال أنا هقتله، وشتايم.

جه ظابط قوات خاصة (شرطة)، و25 عسكري أمن مركزي أخدونا ومشينا حوالي 800متر، اتلم عليا 3 عساكر، واحد مكتفني واتنين بيضربوني بالعصيان طول الطريق، والظابط معاه بندقية الغاز بيضربني بسلاح البندقية.

بدأ يشتمنا ويقول لي “قول إن أمك….”، قول آه زي النسوان. “احنا اللي قتلناكوا في بورسعيد واحنا اللي هانقتلكوا هنا”، وخلى العسكري يعضني في ضهري، ومفهمين العساكر إننا قتلنا زميلهم.

وأنا ماشي وموطي ضربني بجزمته في وشي، لحد ماوصلنا للواء شرطة، وقال لنا امشوا خلاص. طلعنا نجري، أنا لقيت تاكسي ركبت، لقيت ظابط راكب في التاكسي عداني بقية الكماين، لكن شفت 4 من صحابي اللي جريوا اتمسكو تاني.

هما مش عايزين حد حر في البلد، رغم إننا مش بتوع سياسة، بس هما بيحاربونا عشان إحنا أحرار.

الشهادة الثانية:

 ضيّقوا الدائرة على الآخر، وحطوا الرشاشات فوق راسنا

كنا واقفين في المطار الساعة 7:30 – 8:00، لقينا ناس بتقول اللعيبة محبوسين جوا، تقريباً قالولهم احنا جايين نعتدي عليهم.

المهم أنا كنت واقف بعيد عن المجموعة شوية، لقيت فجأة شمروخ واقع، رحت قربت للناس لأني لازم أكون متواجد مع أصحابي، موافق أو مش موافق.

دخلت شرطة غير بتوع شرطة المطار، لابسين أسود ضربوا رصاص في الجو، وقنبلة غاز، قام أمن المطار شد معاهم لفظياً عشان ماينفعش يكون فيه غاز في المطار.

في اللحظة دي، عبد الله صلاح (كابو الأولتراس) تدخل، وطلع اتكلم مع الشرطة (الرتب اللي فيهم)، وفي اللحظة دي، لقينا ناس مدنيين، غالباً مباحث جايين من ورا جري.

ضربوا رصاص في الهوا، وقالولنا “امشوايا ولاد الـ…”، احنا جرينا وحصل تدافع واللي وقع مسكوه، وطلعنا من بوابة صالة 1.

عبد الله، بصفته الكابو، رجع يشوف الناس اللي مقبوض عليهم، فراح للشرطة، واحنا كملنا في طريقنا، آخر الطريق كمين. واحد قالنا لما نعدي الكمين نرفع إيدنا لفوق.

مشينا مع بعض (حوالي 170)، كنت أنا واقف قدام، ورافع إيديا، حدفوا علينا قنابل مسيلة للدموع ورصاص في الهوا، فرجعنا لورا (طبعاً حصل تدافع تاني) اضطرينا نجري في وسط العربيات ودخلنا وسط الناس. لقينا عربيات مدرعات وبوكسات.

كنا مضطربين ومعانا ناس صغيرين، وكمان فيه اللي بيعيط، واحنا بنحاول نهديهم. شوية بشوية دخلوا وسط العربيات وضربوا نار، فاضطرينا نرجع لورا.

عملوا علينا كماشة، زنقونا في السور. سب وشتيمة، وأجبرونا نقعد على الأرض فوق بعض. ضيّقوا الدائرة علىالآخر، وحطوا الرشاشات فوق راسنا، ضربوا نار فوق دماغنا بالظبط يعني، أي حد يعلّي راسه بالصدفة كان مع السلامة. ده حصل لمدة 40 دقيقة.

وصل عساكر أمن مركزي، عمليات خاصة بالقيادات بتاعتهم، والمباحث عساكر الكمين بعدوا وسابوا دول ياخدوا دورهم.

سمعت الشتيمة: “جواسيس، بتتمولوا، تبع قناة الجزيرة”. شتيمة وخوض في عرض الأم والأب والشخص، “احنا هنعمل فيكو كذا والعصيان هتتحط في كذا”، كانوا بيقولوا: “انت أبيض وحلو، هنتسلى عليك هناك”.

ضرب بالعصيان والدروع، مسدسات (بيضربو بالمسدس وهو فاضي، بيطلع شرار غريب بيحرق).

اللي نزلوا من على الرصيف مننا، من كترالزحمة، اتداس بالأقدام، غير العصيان، وطبعاً في النص كانوا بيسرقوا أي حاجة عليها القيمة.

بعد ما بهدلونا، قوّمونا بالضرب لغاية عربية الترحيلات، وبعد كده يتسلوا على الصف اللي ورا، أنا كنت في الصف التاني. كنت بحاول أحمي دماغي (عشان هي اللي باينة وأنا مش عايز مامتي تعرف إني اتضربت).

شدوني من السويتر، اتقلع، وأصبح الضرب بالعصاية على جسمي، كنت بس عايز اليوم يعدي، وأنا رايح على الترحيلات، حد ضربني على دماغي، جابت دم كتير، فراح ضابط قال للعسكري، “لأ كمان اضرب تاني”. أنا لما الدم نزل، استشهدت على روحي.

كان فيه واحد جنبي عمّال يقول للمباحث “أنا أبويا ظابط”، وكل ما يقول له كده، يقول له: “وايه اللي جابك هنا يابن الـ…”، ويضربه بالقلم.

لما رجعت على الرصيف تاني، والدم سايح، اتضربت زي قبل كده بالظبط وأنا بحمي دماغي، وفي نصف الضرب، راحوا ضربوا قنبلة غاز. الأغبياء نسيوا إن العساكر والمباحث والقيادات اللي بيضربونا مش لابسين ماسكات، وطبعاً أول ما القنبلة اتضربت، كله جري من أول الرتب اللي بتضرب. عساكر قليلة هيا اللي ماجريتش.

القادر فينا جري مع اللي جريو، ناس اتمسكت وناس نطت السور وهربت، أنا فضلت واقف مش قادر لا آخد نفسي ولا أتحرك، وواقف جنب القنبلة مش عارف أجري، ولسا فيه عساكر بتضرب.

لما القنبلة هديت، جم كملوا ضرب تاني، كلبشوني أنا واللي أبوه ظابط عكس عكاس، جه ظابط كبير قال لي شتيمة سب في كل الفرق المصرية، قلت له “آه عندك حق”. قوّمني أنا والولد، وطبعاً مشونا 5 دقايق لغاية عربية الترحيلات، ضرب من أي حد معدي.

من كتر الدم ابتديت أدوخ. كلمت واحد صاحبي من موبايل حد كان مخبيه، قلت له لو مارجعتش على 2 الفجر يقول لأمي إني بلعب كورة. كان فيه دوشة جوا، والظباط مش عارفين يسكتونا، فآخر ما زهقوا رشوا “سيلف ديفينس” حرق عيوننا جداً.

أنا كنت عارف إننا هنطلع وإنها كانت علقة وخلاص. وصلنا معسكر أمن المطار، وقعدنا كلنا صفوف على الأرض، كان فيه رتب أكبرهم لوا.

اللوا قال “اللي عنده إصابة في دماغه بس يروح العيادة”، أنا مارضيتش ولا الباقي نروح. جابولنا مياه وشربناها، وحطونا كل 40 في عربية ترحيلات. فيه أهالي جت تاخد ولادها، وبعد كده نزلونا ستة ستة.

جابو أوتوبيس هيئة نقل عام وركبونا فيه 25واحد، نطيت من الأوتوبيس، وقبل الكمين جم اصحابنا ياخدونا بالعربيات، وركبت أنا وناس تانيين. ورحت على المستشفى في الجيزة. اتخيّطت8 غرز (على شكل حرف N).

الشهادة الثالثة: أول دفعة اتقبض عليها كانوا بيفشوا غلهم فيها.

كنا رايحين نستقبل وفد كرة اليد اللي راجع من المغرب. بدأ يحصل مشادات بين العساكر وحد مننا، كانوا بيتكلمو بطريقة مستفزة زي “ابعد يابني من هنا”، و”انت بتتكلم ليه”.

العسكري طلع من الصالة عايز يتخانق معاه، كبار مننا اتدخلوا، وبعد دقيقتين رجع، ومعاه 2 ظباط وييجي 12 عسكري، سأله فين اللي كان بيكلمك، شاور له عليه، الظابط دخل عايز ياخده من وسطينا.

احنا بدأنا نتفاهم مع الظباط، المشكلة ماتستاهلش، والعساكر قلعوا الأحزمة وبدأوا يضربوا فينا، ويشدوا ناس مننا عايزين ياخدوهم.

حصل ضرب بالإيد، هما كانوا 15، وإحنا كتير، ماعرفوش يقبضوا على حد، دخلوا جابوا تعزيزات معاهم (قنابل غاز، وخرطوش، ورصاص حي)، وعددهم بيكتر.

بدأوا يرموا قنابل غاز، واحنا بنحاول نهدى ونحل، بدأوا يضربوا بخرطوش. العساكر فلتوا من الظباط، شوفت ظابط بيحاول يمنع العساكر من ضرب النار، ضرب نار حي وخرطوش وغاز.

فيه ناس مننا جريت، جريوا ورانا، قبضوا على ناس أنا منهم.

أول دفعة اتقبض عليها كانوا بيفشوا غلهم فيها. كان بيني وبين الصالة 500 متر، ودوني أوضة المباحث جوا صالة 1 والمسافة دي كلها ضرب، والعسكري اللي ماسكني وكل عسكري معدي يضرب بشوم، أو أحزمة، أو جذوع شجر، وشوفت خنجر مع عسكري.

ضرب لغاية أوضة الاحتجاز، كنا حوالي 15 واحد في الأوضة دي. كان لسا فيه اشتباكات.

أخدوا كل حاجة مننا، اتفتحت دماغي (3 غرز).

بدأوا يمارسوا تعذيب نفسي؛ يعني واحد بشعر يقول له “هنحلق لك شعرك”، “هنجيبلكم كلاب هنا”، “مش هتخرجوا الشارع تاني”.

ظابط يخش يصورنا ويقول “هذلكم بيها .. احنا قبضنا على الأولتراس .. انتم شغلنا أكتر من الإخوان .. احنا قتلنا شهداء بورسعيد بتوعكم .. قدرنا عليكم”. قعدنا بالمنظر ده حوالي نصف ساعة، كانوا خلالها يبقبضوا على الباقي وفيه اشتباكات، وكانوا بيحطوهم في عربيات الترحيلات.

طلعوني عربية الترحيلات، كان فيه آثار غاز أو “سيلف ديفينس”، مافيش تهوية. بنقول للظباط “هانتخنق”.. لامبالاة.

ودونا من صالة 1 لمعسكر أمن مركزي المطار، ولقيت كل الباقيين جايين في عربيات ترحيلات، نزلونا في ملعب وقعدونا على ركبنا وايدينا ورا ضهرنا.
بدأ ظابط يفرز، يقول “انت تحت السن، انت تعالى هنا”. عشوائي؛ ولا بطايق ولا أي حاجة.

فيه ناس شكلها صغير سابوهم يروحوا، اللي فوق السن قسمونا على حوالي 4 زنازين، كل زنزانة 10 إلى 15 واحد.

دخل الظابط تاني، اختار ناس عشوائي خرجهم، واللي فقط هما 25 واحد، بدون سبب واضح. بالشكل.

أنا من اللي خرجوهم، سابوني في الصحراء. كنت بنزف وقربت أدوخ، ماسمحوش لنا نكلم أهلنا. أنا أهلي عرفوا فجم خدوني.

فيه ناس ماكنش حد عارف عنهم وقفوا يشحتوا فلوس عشان يروحوا. كان فيه كدمات وجروح سطحية في كل جسمي، وجرح في راسي.

أنا كويس ومستعد أعيش سنة بيتعمل فيّ كده. أنا باوثق عشان اللي جوا السجن.

 


في 23 اكتوبر نشرت صفحة مركز النديم لدعم ضحايا التعذيب على موقع فيس بوك 3 شهادات لشباب من ألتراس اهلاوي، يروون بها تعرضهم للتعذيب وإساءة المعاملة.


لقراءة النص الأصلي للتدوينات الثلاثة وتعليقات القراء:

 

http://on.fb.me/1a2jhEt

http://on.fb.me/19qzhB8

http://on.fb.me/1gALE3X

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *