bursting bubbles

من 3 سنين كنت حاسة إني ممكن أعمل أي حاجة .. إني عندي قدرة ولا السوبر هيرو .. إن إحنا شعب عظيم وقادر على فعل أي شئ بالرغم من عيوبنا الكتير. كنت شايفة إن اللي بيجمعنا أكتر بكتير من اللي 3بيفرقنا وكنت شايفة إن حاجز الخوف اللي اتكسر عمره ماهيرجع تاني.

في خلال الشهور اللي فاتت اكتشفت انني عندي حالة من الفصام، لأني على قد ما أنا عندي إيمان بالناس على قد ما أنا مش بخاف من حد قد الناس, وبقى في السؤال اللغز اللي حير أغلب اللي اعرفهم (طيب نعمل ايه لو الناس مبسوطة وعايزه ده) .. وعادة ده بيبقى أكتر حاجة إحنا رافضينها، بداية ب “يا مبارك خد دواااك” مرورا بكل المرات اللي احتكمنا فيها للصندوق الحلو الشفاف وصولا لمرحلة “مين فينا فاشي أكتر” .

تقريبا 90% من الناس اللي أعرفهم بيمروا بحالات مختلفة من القهر أو اليأس أو الاحباط أو اللا مبالاة أو متقمصين شخصية هاني رمزي في مسرحية وجهة نظر .. وفي ناس أعرفهم بيعانوا معاناة جسيمة لأن دايرتهم الضيقة (سواء أهل أو صحاب) على النقيض تماماً من آرائهم أو قناعاتهم .. ولأني الحقيقة مش بحب ولا شايفة نفسي في مكان يخليني اتكلم بلسان حد، فأنا هعتبر اللي جي موقف وأفكار شخصية.

أنا مش بتاعة حلول ولا نظريات ولا خرائط طريق ..أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا كثيرا ما أفشل في تحديد ايه الأصح وايه الأفضل .. على مدار 3 سنوات اكتشفت في نفسي حاجات وعرفت حاجات ماكنتش بفكر اصلا فيها، وحسيت مشاعر مختلفة ومتناقضة وجديدة عليا، واتعرفت على ناس مخلصين وملهمين وبعضهم صارو من أعز اصدقائي، واتصدمت في ناس كنت حاطاهم في مكانة عالية جدا .. وأنا ماتصبتش اصابة جسيمة ولا اتمسكت ولا حد من المقربين مني استشهد أو اتخطف، فبشكل شخصي بعتبر نفسي الحقيقة ولا خسرت كتير ولا قدمت كتير، بالعكس أنا يمكن استفدت اكتر.

أنا عدد .. عدد زيادة في مظاهرة بيضم عليها ناس، أو عدد متداري في مسيرة قليلة متفرقة بتتشتم في الشارع .. أنا دارسة سياسة ومش بفهم فيها ولا بحبها ومع ذلك حاولت اشارك في “الحياة الحزبية” في تجربة قصيرة علشان لازم يبقى ليا دور وكده .. أنا مواطنة اهلها قدروا يعلموها تعليم ممكن نقول عليه كويس فحاولت محاولات متفرقة اني اشارك في تغيير حال آخرين ماكانوش محظوظين كفاية انهم يحصلوا على ده .. أنا صوت بيزعق أحيانا لما حد ييجي على ذكرى أو على شخص جايز ماعايشتهمش بس بشكل شخصي بيمسوني .. وصوت بيحاول أحيانا يبلع غضبه ويحاول يسمع “الآخر” .. صوت اكتشفت إنه ممكن يهتف وصوت بيتخنق أحيانا من كتر العياط.

حلمت في وقت يمكن الحلم كان عيبة وخطأ لابد من الاعتذار عنه .. وآمنت بالناس في عز ما هم بيخونوني ويكفروني ويشككوا فيا .. حاولت ارفض التعميم واني احط الناس في قوالب، ووافقت في مواقف مختلفة اني اتحط مع ناس لا اتفق معهم في نفس الخانة اعتقادا مني ان ده من أجل مصلحة أعلى.

أنا بخاف .. بخاف على الناس اللي اعرفهم لما ينزلوا وسط اشتباكات .. بخاف لما بنام في يوم فيه ضرب اني هصحى على خبر كام واحد مات .. بخاف لما العساكر تطلع تجري ورانا اكتر من ما بخاف لما بيضربوا علينا رصاص .. بخاف اروح المشرحة لأني اضعف من اني اقف اعشم اهل المتوفي ان حقه هيرجع .. بخاف لما حد يموت والاقي حد بيقول أحسن .. بخاف نكون اذينا ناس كتير بدعوى اننا عايزنلهم الأحسن.

جوايا طول الوقت حاجات مقتنعة بيها وبقولها للناس لما تسود الأيام في عينينا أوي، بس للأسف مش بعرف اطبقها .. عندي إيمان إننا على حق، بس عندي شك في قدرتنا على ايجاد بدائل وقدرتنا في الوصول للناس .. مش كفاية تبقى عارف انك صح .. ماينفعش تفرض الصح اللي انت شايفه على غيرك .. ماينفعش تتعالى عليه بمنطق انه عايز يعيش عبد .. وفي نفس الوقت مش هتقدر تقبل تدخل جوه القمقم بعد ما جربت انك تبقى حر .. عندي ثقة في الشعب بالرغم ان في كل مرة بيختاروا انهم يخذلونا .. بيختاروا يحطونا قدام اكبر مخاوفنا .. بحاول افهم اختيارات الناس بس مش دايما بوصل لاجابات .. وساعات بفقد الأمل وساعات بحس إن أنا “سيس” وأقول لنفسي انشفي.

إحنا مش كتير ومش قليلين .. وبلاقي ناس بتقولي إن الثورات بتصنعها اقلية .. وبلاقي ناس بتقول انتم مش بتحاولوا توصلوا للناس .. وبلاقي ناس بتقول مش مهم الناس تدعمكم دلوقتي وبلاقي اللي بيقول ماينفعش تاخدوا خطوة من غير دعم الناس .. فيه اللي بيغلطنا لأنه بجد عايزنا نوصل وفيه اللي بيحاول يشدنا لورا وخلاص.

وأحيانا باتعب جدا لدرجة فقدان الأمل أحياناً، وبعاند وبرفض وبتمسك بالحلم اللي ماكنتش اتخيل إني أقدر أحلمه.

عندي أكتر من 100 حاجة اقولها على العسكر والإخوان والداخلية والفلول .. جرايم واخطاء بالنسبالي كفاية اني اتأكد ان رفضي ليهم كلهم صح .. بس ماعنديش بديل حقيقي أقدمه للناس وانا بقولهم يرفضوا كل دول .. فاهمه إن ناس كتير بيشوفوا اني بعاني من رومانسية ثورية واني مش واقفة معاهم على أرض الوقع اللي أنا يمكن لسه مش عارفه اتعامل معاه .. زاهدة في السلطة مع اني طول الوقت اندد ان “أصل الثورة ماحكمتش” .. بتعصب اننا مش قادرين نعمل حاجة ملموسة .. بتضايق ان كتير مننا مش بيقدم شئ غير الغضب .. بحس اننا بنخرج من معركة ندخل في التانية من غير مانلحق نرتب ورقنا ونحدد نقدر على ايه وايه الأحسن في الوقت الحالي .. بحس ان طموحنا وأحلامنا على قد ما هم الدافع الأكبر لينا على قد ما ساعات بيقيدونا ويقفونا في مكاننا.

أنا لقيت “نفسي” في الثورة .. بس مش عايزه أبقى “لقيت نفسي” في الثورة .. نفسي نبني على اللي ابتديناه مانبقاش قاعدين طول الوقت بنلصم في الطوبتين .. بشكل شخصي جدا، بقوم بمراجعاتي الفكرية الخاصة، بهدوء ومن غير زعل .. لأن أخطائي اللي هارصدها مش أخطاء في الثورة نفسها .. الثورة مش أنا .. الثورة مش يوم ومش ميدان ومش أشخاص، وبالتالي أخطاء الأشخاص مش مفروض نخبيها لحسن نكون بنشوه الثورة .. لأن اللي بيشوها مش مستنينا وبيعمل على ده من أول يوم.

النوت دي تقريباً هي الأخيرة اللي هكتبها .. في السنين الثلاثة الأخيرة اعتدت إني أصدعكم بفضفتي المستمرة في النوتس، مرعوبة إني أتحول الصراحة لدراما كوين .. الناس اللي فاتحين مندبة متواصلة دول بيفصلوني زيهم زي اللي بيغنوا تسلم الأيادي .. احنا عملنا ثورة عظيمة ومافيش حاجة هتغير الحقيقة دي .. حتى لو في ناس شايفة انها فشلت، ده لا يغير من حقيقة الثورة.

بشكل شخصي جداً برضه .. محتاجة قبل ما احط صباعي في عين التخين واقوله جرايمه إني أبقى عارفه إني حاولت مابقاش مقصرة .. إني بذلت جهد أكتر من إني أمشي في مسيرة واني اطلع اللي جوايا على الفيسبوك .. محتاجة اقدر قيمة الحاجات التانية اللي في حياتي اللي مش متعلقة بالثورة بس تستاهل اني اديها اهتمام مماثل.

مش بحاول ارجع اعيش في عالم موازي مقفول عليا ومقتنعة ان 25 يناير خرجتني من الفقاعة اللي كنت عايشة فيها ومش حابة اني اعيش في فقاعة مختلفة .. مش في حالة denial.

بس بحاول اشوف ايه الدور اللي ممكن يكون أفضل في المرحلة الصعبة اللي بنمر بيها دلوقتي .. مش فارقلي مين هيكسب انتخابات ايه، وعارفة ان قدامنا سنين ومش مستعجلة ومتهيألي إن عندي طولة بال .. بس بتمنى إن لما وقتنا ييجي تاني أكون اجهز واقدر.

بما إني غالبا في الفترة الجاية هحاول اركز طاقتي على فيسبوك ناحية الهلس (طبعا ده تحدي رهيب في ظل يوميات الدولة الهبلة) فأنا عايزه أشكر ناس كتير أوي أوي .. ولأني مش هقعد اقول اسامي .. انا هحاول على قد مااقدر اعمل تاججينج ليكم في النوت دي .. احتمال تبقوا رفقاء ثورة من غيركم ومن غير دعمكم يمكن كنت قعدت في بيتنا بعد أول قنبلة غاز يوم 25 ، أو ناس قابلتهم مرة أو مرتين بس فرقتوا معايا جدا، أو ناس ماقبلتهمش من زمان بس كنتم بتدعموني حتى عن طريق “اللايك” لما بتشتم، أو أهل وأصحاب استحملوا هوسي الثوري وابتعادي أحيانا ..

ملحوظة 1: مقصود اني ماعلقش على لامؤاخذه ولاد الكلب .. لأنهم مش فارقنلي ومش مقصودين بالنوت دي ويومهم جاي جاي.

ملحوظة 2: لو إحنا مختلفين مع بعض مش معناها انك مقصود بولاد الكلب : ) أنا لسه فاضل فيا شوية عقل .. ولاد الكلب المفترض انك لو مش منهم هتبقى عارفهم.

ملحوظة 3: حاولت ادور على اسم أوقع للنوت يا اما كانت بتبقى افكار لزجة أو فلسفة زايدة ومالهاش داعي .. وحاولت اترجم الاسم اللي اختارته بس ماعرفتش أوي.

كتبتالمدونةسماأحمدهذهالتدوينةعلىصفحتهابموقعفيسبوكفي 26 ينايرمتحدثةعنذكرياتهافيالثورة،وماأضافتهلشخصيتها. تطرحسماأسئلتهاالوجوديةالثوريةعنجدوىمانفعله،وعنأخطاءالثورةوأخطائهاالشخصية،وعنالبحثعنالطريقالأمثللتحقيقأهدافالثورةيوماًما.

للإطلاععلىالنصالأصلي:

Posted by Samaa Ahmed on Sonntag, 26. Januar 2014

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *