كل شوية حد يدخل يقولي “لما اشتغلتي ضد المحاكمات العسكرية دعمناكي كلنا عشان بتدوري على مصلحة البلد, لكن دلوقتي انتي بتشقي الصف”
بس أنا فاكرة. أنا وحفنة من الناس فاكرين كويس .. اتخونا واتشتمنا وقتها!
أول ما ابتدينا نتكلم كان أواخر فبراير 2011. واتقالنا كل اللي بيتقال دلوقتي ..
مش وقته، بتشقوا الصف، خونة، متمولين وعملاء، الجيش والشعب ايد واحدة!
– عملنا مؤتمر صحفي في مارس 2011 حضره اعلاميين وصحفيين, وتاني يوم لقينا جرنال الشروق – كان حاضر منه صحفي وسجل شهادات – ما نشرش حاجة عن المؤتمر، ونشر حوار بعرض الصفحة مع حمدي بدين بيقول علينا كذابين، وبنروج إشاعات وفيديوهات التعذيب مفبركة .. دي الفيديو الأساسي اللي كان يقصده:
http://www.youtube.com/watch?v=xiRu8bZBXfM
– عملنا مؤتمر شعبي في امبابة, وانتهى بينا الحال بنسمع محاضرة من ظابط جيش ومعاه بلطجية, ظابط الجيش قعد يشاور علينا وعلى المحامين ويقول “بياخدوا بالدولار”
وقفت له أم سمير – أم معتقل من فض اعتصام 9 مارس – وقالتله “لما ولادنا نزلوا الشارع قولتوا عليهم ابطال, ودلوقتي حابسينهم وبتقولوا عليهم بلطجية , لو كنتوا قولتولنا إنهم غلطانين من الأول، كنا حبسناهم في البيت ومانزلناهمش”
يومها المؤتمر انتهى بإننا بيتكسر علينا الكراسي في مكان المؤتمر, وصديقتي هبة راسها اتفتحت, و3 مننا الظابط قبض عليهم ونقلهم قسم إمبابة.
كان يوم عجيب.
– فاكرة كمان صفوت حجازي, كان بيساوم العسكر في انهم يطلعوا 42 واحد بس من ضمن ال 120 اللي كانوا محبوسين من فض اعتصام ميدان التحرير 9 مارس. كان بيساوم عشان يطلع الناس اللي تلزم المجموعات السياسية, أما الباقي اللي هم فيهم أطفال اتاخدوا بالغلط من موقف الميكروباص وبياعين وناس غلابة, فماكانش فارق معاه يفضلوا مرميين في السجن على انهم “بلطجية” وما يلزموش حد.
أنا قلبي أسود جدا جدا …
قلبي أسود من كل حد كان ممكن يساعد اننا نوقف الظلم وخذلنا.
قلبي أسود من كل حد مش فارق معاه مين يتحبس ظلم ومين يتعذب، طالما بعيد عنه.
قلبي أسود من كل واحد بيتحايل علينا وعلى نفسه، وعايز يقنعنا ان كل جرائم القتل والتعذيب والسحل جرائم فردية, مش إن لو عايز جيش وطني قوي فعلا يبقى لازم تحاكم وتحاسب كل فرد فيه تورط في جريمة ضد المواطنين اللي هوا المفروض يحميهم.
قلبي أسود من كل واحد كان ممكن يساعد إننا ننصف عصام عطا، فمايواجهش الموت وهو محبوس ظلم.
قلبي أسود من كل واحد في التأسيسية ولجنة الخبراء صوته مهزوز، ساعد في إن الدستور يبقى أسوأ من دستور مبارك، ويعترف بشرعية محاكمة المدنيين عسكريا.
قلبي أسود من كل واحد راضي بإحساس أمان وهمي، بيدفع تمنه ناس مظلومة.
مش فارق معايا تخونوني.
مش فارق معايا ناس اشتغلت معاها تيجي دلوقتي تقول عليا “نشطاء سبوبة”.
مش فارق معايا أصدقاء مقربين لأعز أصحابي يروجوا عني أكاذيب.
و حقيقي حقيقي – رغم خوفي – مش فارق معايا أتحبس.
كل اللي يفرق معايا إن ولا أم من أمهات المعتقلين تحس في يوم إني خذلتها, أو تخليت عنها, أو كتمت صوتها وهي عايزة تحكي قصة ابنها.
مش هتفهموا غير لما تشوفوهم.
مش هتفهموا غير لما تصحوا من النوم على مكالمة أخ بيعيط لأنه لقى أخوه في تلاجة مشرحة.
مش هتفهموا غير لما تبقوا كل يوم بالليل بتسمعوا أسامي المنسيين في السجون، عشان تتأكدوا انهم ما يتحولوش جواك لأرقام.
مش هتفهموا غير لو بتحسوا بالذنب على كل يوم بيقضوه ظلم في سجن.
مش هتفهموا غير لما تحضروا لحظة عربية ترحيلات بتقف قدام س28 وبينزل عيال كانوا فاكرين انهم لسة هيتحبسوا سنين ظلم, وزغاريت أمهاتهم بتملى الدنيا, ومن بعيد تشوف أم محمد بتجر إبنها والابتسامة مالية وشها، عشان تعرفك عليه وتبقى عارف إن لسبب مش مفهوم ربنا انعم عليك بانك تبقى جزء من تحقيق اللحظة دي .
كتبت الناشطة منىسيف،منسقة مجموعة لاللمحاكمات العسكرية للمدنيين هذه التدوينة في 29 أغسطس،متحدثة عن أسبابها لكراهية كل من تسبب في ظلم إنسان بلا أي تمييز سياسي سواء في صف الظالمين أوالمظلومين. أشارت منى إلى أ ن نفس الحجج التي سمعتها في أول مشوارها بعدالثورة،هي ماتسمعه الآن بالضبط، وفي الحالتين لنيغيرذلك من موقفها.
للإطلاع على النص الأصلي:
https://www.facebook.com/Monasosh/posts/10151794074134454?stream_ref=5