في تسريب للسيسي تحدث الضابط عُمر بحُزن على تناول الإعلام للجيش, و أن خصوصية الجيش تم انتهاكها من بعد الثورة في كل وسائل الإعلام, فأصبح الحديث عنهم مفتوح إلى حد كبير.
علَّق السيسي بأن ذلك طبيعيا لظروف المرحلة و تدخل القوات المُسلحة في إدارة البلاد, و أن ذلك الأمر بدأت في الخفوت منذ ابتعدوا عن السياسة و في طريقه للإنتهاء ..
كان ذلك في وقت حُكم مُرسي قبل إنتزاع السيسي للسلطة.
أخطار تدخل الجيش في السياسة و الحياة العامة عدة, منها كسر تلك الهالة التي تفرضها حالة ابتعاد أفراد الجيش عن الحياة العامة و الإعلام, فعندما يخرج أحدهم للإعلام سيتحدث بما يعرف.. سيتحدث عن السلاح, لكن ما يحدث عندما يتدخلون فيما ليسوا أهلا له, ستكتشف الحقيقة, و الحقيقة مُرة.
يقولون في الأمثال ” من خرج من داره قل مقداره ” و أضيف ” و من اشتغل بغير مهنته مُرمطت كرامته ” فمن يمتهن السياسة بينما لم يُمارس الحياة المدنية من قبل فسيتعرى أمام الناس و إن سُتر مُؤقتا بكلامٍ معسول لا يُسمن و لا يُغني من جوع.
****
عندما كُنا نسمع وعود المُرشَّحين في الإنتخابات الرئاسية, كنا نسمع كلام برَّاق و وعود رنانة, كان يعلم العالمون بالأمور أن كل ذلك مُجرد وهم, لذا عندما تقدم مرسي – الرئيس السابق – بمشروع للنهضة و وعود لمائة يوم يُغيِّر فيها الحال في ملفات مُهمة, لم يتوقع أحدٌ نجاحه إلا ” الواهمون ” فكانت الوعود مُجرد وهم, و البعض يُحبون الأوهام.
و إذا كان حال المُرشَّحين كذلك, فقد كانوا مثار سُخرية الجميع, بلا لوم أو غضب,
لكن اليوم تقدم الجيش ليشغل ذلك المنصب, يتقدمه المشير السيسي وزير الدفاع, فامتهنوا ” بيع الوهم ” كالساسة.
و بينما مصر تستورد فانوس رمضان من الصين, خرج السيسي ليخبرهم بالنصر القريب ” مصر أم الدنيا و هتبقى أد الدنيا ” بينما لم يثبت فعليا أمومة مصر لأي دولة أخرى, و لا توجد أي مُؤشرات لتقدم مصر في أي إتجاه أو على أي صعيد.
الأمر كان مُجرد كلام معسول يُخبرنا به أحد الساسة الذين يمتهنون مهنة إيهام الناس و ليس إخبارهم الحقيقة.
الوهم الذي مُلئت به جرائد المخابرات و تلفزيوناتها عندما كررت على مسامعنا و على عيوننا عبارات ” الحرب على الإرهاب ” بينما لم يكن يُمارس القتل إلا النظام, و بينما ذلك النظام يصنع الإرهاب في الشوارع و المعتقلات بالقتل و القمع و الإذلال.
الوهم الذي كتبوا عنه مرارا و تكرارا بأن هناك مُؤامرة كونية عل مصر, فإيران تتعاون مع تركيا ضدنا, و حزب الله مع الإخوان, و حماس و إسرائيل, و أمريكا و الغرب و قطر , بل و أن مخابرات العالم إجتمعت في تركيا للإتفاق كيف يحاربون المشير السيسي.
الوهم بأن روسيا إحتفت بزيارة السيسي لها و أن تلك الزيارة هي فتحُ عظيم, بينما تم تصويره و هو في إتجاهه إليها على طريقة الأبطال الأمريكان, باتمان و سوبر مان, لكن كل ذلك كان مُجرد وهم, فلا صفقات ولا بطولات ولا يحزنون.
ثم انتهى الأمر بفضيحة, فاللواء الذي سيحوِّل الإيدز لصباع كفتة يتغذى عليه المريض, كان حديثه بلا علم ولا منطق, و كان مثارا لسخرية الداخل و الخارج, حتى أن المستشار العلمي للرئيس المؤقت قال أنه فضيحة علمية لمصر,
سيادة اللواء المعالج بالأعشاب و نجم الفضائيات الاسلامية و الخبير في الإعجاز القرآني .. كان يُحب مسلسل رأفت الهجان, و المصريون أيضا كان يحبونه.
عزيزي الضابط عُمر..
قياداتك اختاروا أن يزجوا بالجيش في غمار السياسة, و زادوا ذلك بتفويض منهم للسيسي للترشح للإنتخابات الرئاسية, فدخلوا بكم إلى مستنقع .. الزيف به أساس..
لكنهم عزيزي عندما دخلوا ذلك المستنقع لم ينتبهوا أن ثمة إختراعات تُدعي..
Google و youtube
أخبرهم من فضلك أننا في سنة 2014 و أن زمن الستينات قد ولى.
كتب المدون محمد إبراهيم هذه التدوينة في 6 مارس بمدونته “صدى صوت” تعليقًاعلى إعلان لهيئة الهندسية للقوات المسلحة اكتشاف علاج لفيروس سي والإيدز على يد اللواءإ براهيم عبدالعاطي الذي كُشف ماضيه كمعالج بالأعشاب،حيث يعتبر ماحدث دليلاًعلى ضعف الكفاءة، وعد ما درا كقادة الجيش تغيرالزمن.
للإطلاع على النص الأصلي:
http://sada-sawt.blogspot.com/2014/02/google-youtube.html