ما بين عرشة الهاشمي وكفتة عبدالعاطي

حتى الآن كنت أعتقد أن أكبر المشعوذين في العالم لا يستطيعون مضاهاة ذكاء ودهاءما بين عرشة الهاشمي وكفتة عبدالعاطي

المعالج بالاعشاب محمد الهاشمي، وتلاعبه بمشاعر المرضى المصابين بامراض عضال كالسرطان والسكري والقلب، ليس في سلطنة عمان فقط بل أيضا في الإمارات والسعودية، بادعاء انه استطاع التوصل لعلاج فعال للامراض المستعصية جميعها دفعة واحدة بخلطة أعشاب سحرية واحدة معبأة في (غرشة) بلاستيك ماء صغيرة وبسعر خمسون ريالا فقط.

وحينها بتاريخ ٢٧ يونيو ٢٠٠٨م نشرت مقالة ساخرة عن ذلك ارشح فيها الهاشمي

لجائزة نوبل في الطب والفيزياء والذرة.

رغم ذلك التحذير المبكر ظل الهاشمي يمارس شعوذته ويبيع الاوهام للمرضى المساكين ويسلبهم اموالهم ليس في السلطنة بل ايضا في الامارات والسعودية ايضا .. ولكن في لنهاية افتضح امره وزيف شهاداته كزيف أدويته، فولى هاربا من التوقيف ومذكرات الضبط الصادرة بحقه من السلطنة والمنطقة عموما الى شمالي افريقيا .. حيث حط الرحال في الجزائر وبسط منها نشاطه للمغرب وتونس .. وبنفس الاسلوب الذي يدعي فيه ابتكاره لدواء لعلاج الامراض المستعصية .. ورغم ايقافه وضبطه في الجزائر الا انه استطاع الخروج .. ليضبط هذه المرة في مطار محمد الخامس في المغرب بمذكرة توقيف صادرة من الانتربول .. وقد لا تفلح معها هذه المرة محاولات التملص التي يجيدها مثل اجادته للشعوذة والدجل.

وما ان هدأت زوبعة الهاشمي حتى يفاجأ العالم بزوبعة «عبد العاطي » أو اللواء

ابراهيم عبد العاطي، وهو معالج بالاعشاب من دمنهور استطاع اقناع الجيش المصري

الذي يبحث عن الدعاية لمرشحه للرئاسة المشير عبد الفتاح السيسي، والمصيبة ان يتبنى الجيش المصرى الذي لازال قسم كبير من البسطاء يختزن له في قلوبه الحب والولاء خزعبلات.

أعلن على غرار المشعوذ الهاشمي عن اكتشافه لوصفة مماثلة تشفي

المرضى المصابين بالإيدز والأورام والسكر والفشل الكلوي، وفي مؤتمر صحفي

دولي بحضور قادة الانقلاب تم الاعلان عن الاكتشاف الهزلي في فرقعة اعلامية،

بعرض جهازين لتشخيص وعلاج مرض التهاب الكبد الوبائي سي ومرض

فقدان المناعة المكتسبة الايدز.

شخصيًا عندما شاهدت جهاز التشخيص الشبيه بمقبض يمتد منه هوائي (ايريال بالعامية)

تذكرت فورا جهازا مماثلا مزيفا ادعى مخترعه الانجليزي جايمس ماكورميك انه قادر

على كشف القنابل والالغام والمخدرات، وتمكن من بيع ٧٠٠٠ قطعة منه لجيوش العراق ورومانيا وجورجيا والنيجر، و١٠٠ قطعة لقوات الامم المتحدة في لبنان وجنى من وراء ذلك ٥٠ مليون جنيه استرليني .. ولكن في النهاية نالت منه العدالة في بريطانيا حيث حكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة الغش والاحتيال .. واتضح في النهاية ان ما كان يبيعه أصلا هو جهاز بسيط للكشف عن كريات الغولف!

كتب المدون العمانيرمالوهيبةهذه التدوينة في 2 مارس بمنتدى الحارة العمانية ،مقارنًا بين إعلان اللواءعبدالعاطي إختراع الجيش لعلاج فيرس سي والإيدز،وبين محمد الهاشمي أشهر نصابي العلاج بالأعشاب في عمان.

للإطلاع على النص الأصلي:

http://alharah2.net/alharah/showthread.php?t=66260

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *