بعيدا عن الاندفاع الثورى والتعقل المتواطئ، يحاول عمرو مجدى صاحب مدونة “طرقعة كيبورد” في هذه التدوينه تحليل الوضع الأمنى، وتقديم مجموعة من الحلول “المنسية” للمشكلة الأمنية لتدارك ظاهرة الانفلات الأمنى
طرقعة كيبورد
http://tark3atkeyboard.blogspot.com
لاتزال قضية عودة الانضباط الأمني للشارع المصري تبدو وكأنها “محلك سر”، برغم أن كافة المسئولين في المجلس العسكري والحكومة المؤقتة يؤكدون أنها المطلب رقم واحد للجميع، وأنها تحتل الأولوية.
لا أريد المبالغة في حجم الانفلات الأمني، فبالتأكيد الأوضاع تحسنت كثيراً، خاصة بعد تولي اللواء العيسوي وحكومة د. عصام شرف زمام الأمور، بيد أن التحسن بطيء، ولازالت هناك العديد من الشواهد على الوضع الحرج، كان آخرها واقعة اقتحام بعض الجماهير لملعب المباراة بين الزمالك والأفريقي التونسي.
أتخذ من الواقعة الأخيرة مدخلاً لتقديم بعض الحلول التي يبدو أن المعنيين لم يضعوها موضع دراسة حقيقية، برغم أنها فعالة للغاية، وأقدمها هنا لضباط الشرطة الشرفاء، ولكل من يستطيع إيصال الكلمة للحكومة وللواء منصور العيسوي.
أزعم إن الجزء الأكبر من الغياب الأمني الآن يعزى إلى سوء سمعة الشرطة سابقا، مما أفقد المواطنين الثقة فيها، بل وولدّ لديهم الشعور بالرغبة في الانتقام منها، ونعرف أيضا أن الثقة التي غابت في عقود، ستحتاج إلى الكثير من الوقت والمجهود لإعادتها. لكن الأمن لايمكن أن ينتظر كل الوقت لعودة الثقة، وأرى أن ثمة حلول كفء تسهم في الجانبين معاً: إعادة الثقة في الشرطة، ووقف الفلتان الأمني.
كمثال على تلك الثقة المفقودة والرغبة المريضة في الانتقام، يسرد الأستاذ “عماد الدين حسين” في عموده بالشروق مقالاً بعنوان “سائق الميكروباص والضابط” يحكي واقعة استفزاز سائق ميكروباص لضابط شرطة بارتكاب المخالفة تلو الأخرى أمام عينيه، متحدياً إياه أن يفعل شيئاً!! وأعتقد أن كلنا شاهد ما يشبه ذلك.
الاقتراح لديّ يتلخص في الاستفادة من خبرة اللجان الشعبية، والشباب الذين تصدوا للفلتان الأمني أثناء غياب الشرطة، بشكل منظم واحترافي.. وهذا يتطلب أولاً تحرك وزارة الداخلية لتبني هذا الحل.
ولكي أوضح مقصدي، أقول إن الداخلية – في حال عودة الدوري العام – يمكن أن تنسق مع جماهير ألتراس الأهلي والزمالك وغيرها من الروابط الجماهيرية المنظمة، بحيث يتطوع أعضاء من هذه الروابط للوقوف مع رجال الأمن أمام النادي لتفتيش الجماهير.
إن وجود مواطنين عاديين مع رجال الشرطة، سوف يفرض على الناس احترام الاثنين معا وسوف يساعدهم على استعادة الثقة في رجال الشرطة، على أن يتم تنفيذ هذا الأمر بشفافية كاملة وذكاء في اختيار المتطوعين، بحيث تكون عملية الاختيار نفسها محل ثقة ومرئية للجميع.
في حال استخدام ذات النموذج أمام الكباري مثلا لمنع صعود الناقلات الكبيرة أعلى الكوبري وفي الشوارع، يجب الاستعانة بأناس من أهالي الأحياء القريبة، بحيث يكونون معروفين للأهالي وبالتالي موضع ثقة.
وهكذا في كل التجمعات الجماهيرية الكبيرة، أو الأماكن التي تعاني من الفوضى والفلتان..
إن مصر مليئة بالشباب المتحمس، الذي يمكن أن يتطوع بالوقت، بل وحتى مليئة بالعاطلين عن العمل الذين يمكن أن يعتبر تعاونهم مع رجال الشرطة عملاً مؤقتا مدفوع الأجر إن احتاجت الشرطة لذلك، وإن كنت أفضل بقاء العمل بشكله التطوعي إمعانا في تحقيق هدف إعادة الثقة.
كذلك على منظمات المجتمع المدني أن تلعب دوراً في توعية الفئات التي تتعامل مع الشرطة بكثافة، مثل سائقي الشاحنات ووسائل النقل، إن تلك الفئة قد طالها من ظلم وبلطجة رجال الشرطة ومزاحمتهم في قوت يومهم ما يجعل الحاجز النفسي لديهم كبيراً جداً.
وأقترح هنا – كجانب مكمل لاقتراحي الأول – أن تتحرك منظمات المجتمع المدني لعمل دورات في حقوق الإنسان لتلك الفئات – خاصة السائقين – ويتم تضمين هذه الدورات أيضا قواعد المرور الهامة وضرورة احترامها بحيث تصل الرسالة كاملة.
إن خطوة كتلك تقع في صميم عمل المنظمات التي اكتفت كثيرا ببيانات حقوق الإنسان، في حين بقيت في معظمها نخبوية منبتة الصلة بالمواطنين ومطالبهم الحقيقية، وهاهي فرصة رائعة لهم لكي يعملوا مع الناس ويبدأوا في بناء جسور التواصل بينهم وبين القواعد الشعبية.
أريد أن أقول أيضا إن وجود المجرمين والبطلجية في أي مجتمع مفهوم، ووجود قلة من ضباط الشرطة غير الشرفاء مفهوم أيضا.. لكن غير المفهوم إطلاقا أن يخرج علينا ضابط برتبة عميد في الشرطة، ليستخف بعقولنا ويقول مامعناه إن الشرطة لم تفتش الجماهير في الاستاد حفاظا على حقوقهم، فإن هذا القول يعني ببساطة إنه إما أن يشتمل عمل الشرطة على إهانة المواطن وسلبه كرامته لتحقيق الانضباط وإما ألا يعملوا إطلاقاً.. وهذه هي الرسالة الكاذبة الخاطئة التي نريد إسقاطها.. فهل من يبدأ التنفيذ؟
لقراءة التدوينة والتعليق عليها يرجى زيارة الر ابط التالى: http://tark3atkeyboard.blogspot.com/2011/04/blog-post.html
I was suggested this blog by way of my cousin. I am no longer sure whether this put up is written via him as no one else recognize such certain about my trouble. You’re incredible! Thank you!