طب إديني أمارة؟

13-5رحل مبارك عن الحكم بعد ثورة شعبية, ليتم القبض عليه و حبسه إحتياطيا على ذمة القضايا المُتهم فيها و التي بين القتل و التحريض عليه و السرقة و تضخم الثروة و الفساد, لكنه لم يدخل السجن, بل قضى فترة حبسه في مستشفى للقوات المُسلحة في جناحٍ كامل مُعَد بأفضل وسائل الراحة و الرفاهية.

و عندما قُرر نقله لمستشفى سجن طُره, تم تجهيز جناح له بتكلفة مليون و 800 ألف جنيها, لكن لم يتم نقله إليها في نهاية المطاف.

****

فلما نيجي نبص نقول يا ترى التسعين مليون عشان يتعملهم خدمة طبية بشكل يليق بالإنسان التكلفة المالية هتبقى أد إيه ؟

فبنجد إن الرقم المطلوب رقم صعب.”

المشير عبدالفتاح السيسي الذي ألمح مُؤخرا عن نيته الترشح للرئاسة في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

بعد سنوات من الدراسة في كلية الطب, تخرَّج أخيرا ليبدأ رحلة جديدة من الدراسة المستمرة, و بين عمله في المستشفيات و دراسته لا يطلب إلا مُرتبا يجعله يعيش حياة كريمة تليق بالإنسان, ليستطيع أن يُكمل دراسته و يتزوج.

لكن راتبه كطبيب يُدرجه تحت خط الفقر بالحسابات العالمية, و بالمقارنة.. فالطبيب الذي يكون تحت خطر الإصابة بأي عدوى خلال عمله بين المرضى, يُصرف له بدل خطر 30 جنيه, بينما زاد في فبراير الماضي بدل الخطر الذي يُصرف لضابط الشرطة من 30% من راتبه الأساسي, ليُصبح 60% منه.

****

الإيثار يعني .. مستعد يدي و مايخدش حاجة دلوقتي

المشير عبدالفتاح السيسي في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

عندما عرَّف الإيثار, تذكر من يُطالبون بحد أدنى للأجور, لكنه تناسى بعض الفئات التي تأخذ عشرات الآلاف راتبا شهريا, و بعضهم زاد راتبه مُؤخرا, بغض النظر عن الإيثار الذي تحدث عنه السيسي.

و كأن الشعب الذي يعيش أغلبه تحت خط الفقر هو المُطالب بالإيثار, بينما من إمتلأت بطونهم ينصحون الناس به,

و في الأمثال يُقال.. لا يمكن لشبعان أن ينصح أصحاب البطون الخاوية.

****

طيب أنا كل واحد لو هيدي ضهره و يمشي و يقول طب أنا هتجوز إمتى طب أنا هعيش إمتى طب إمال مين بقى اللي هيعمل للبلد دي؟

المشير عبدالفتاح السيسي في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

حتى طموح الشاب في الزواج أصبح طبقا للمشير السيسي مُعطِّلا لتقدم الوطن, بل زاد بجُملة عبقرية, ” أنا هعيش إمتى ! ” فالفريق السيسي يرى أن مُجرد طموحك بأن تعيش , مُجرد أن تعيش, فأنت تُعطي بذلك ظهرك للبلد.

****

خلوا بالكم و نتكلم بجد مش نضحك على بعضنا و نقول ده ممكن ولا مش ممكن ! لا مش ممكن ! إلا لو إنت و انت بتاكل الفطار بتاعك الصبح تقول ياترى أنا إديت لبلدي إيه, إديت ولا ما ادتش ؟ لا ما ادتش

المشير عبدالفتاح السيسي الذي ألمح مُؤخرا عن نيته الترشح للرئاسة مُحتدا في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

ليس من المهم أن تُفكر متى ستفطر ترامسيو “, و متى تقطع علاقتك بالفول الذي اعتاد مصاحبتك كل صباح, بالرغم من كونه قد قل عدد الحبات فيه و زاد سعره,

فبحساب بسيط إن كانت أسرتك مكونة من 5 أفراد, فستحتاج إلا عشرة جنيهات لتفطر فولا كل يوم, و ذلك في أقل تقدير, أي 300 جنيه شهريا من راتب لا يتجاوز الألف جنيه.

ذلك الإفطار يُطالبك السيسي قبل تناوله أن تُفكر ماذا أعطيت لمصر, ثم يُقر بأنك لم تعطِ..

حتى الفول بصولنا فيه يا أخي !

****

يلاقوا المستشفى مش كويسة, يلاقوا المدرسة مش كويسة, يلاقوا إن مفيش فرصة عمل, طب ليه ؟ ليه ليه ليه ؟ لأن مفيش ! مفيش ! ”

المشير عبدالفتاح السيسي في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

في مصر ثروات نُهبت على مر سنين, نُهبت خيراتها في توزيع غير عادل للسلطة, فبينما استحوذ بعضهم على غالبية الثروة في مصر, حصل غالبية المصريين على الفتات.

و ثروات مصر الطبيعية و البشرية و غيرها .. ثروات غير موجودة في مُعظم البلاد المتقدمة, لكن خيرها يذهب لمجموعة صغيرة فقط, فبينما يتعلمون في مدارس أجنبية, و يُعالجون في أرقى المستشفيات, و يعملون بمرتبات خيالية, لا يجد غالبية الشعب مدرسةً بها مقعد سليم, أو مستشفاً يعيش فيها كآدمي, أو فرصة عمل تجعل من حياته حياةً كريمة.

****

في 9 مليون مصري عايشين بره, مش كلهم اتعلموا في مدارس مصر ؟ يا ترى حد فكر قال هديها شهر من عندي عشان الغلابة تعيش ؟

المشير عبدالفتاح السيسي في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

و عندما أُغلقت الأبواب في وجوههم داخل بلدهم, فلم يجدوا مدرسة أو مستشفاً أو عملاً, تركوا أهلهم وراءهم ليتغربوا في بلاد الله,

رحلوا حاملي هموم الغربة, و مشقة الإغتراب, بأمل العودة ببعض المال ليفتح أيهم به مشروعا خاص ليكون دخلا يُحيه حياة كريمة.

بعضهم ترك وراءه أما مُسنة, أو عروسا لم يدخل بها إلا أقل من شهرٍ, أو أبناءً يعمل من أجلهم كالثور مربوطا في الساقية.

لكن المشير السيسي يُريد منه بعدما طفش, أن يتبرع بمرتب شهر, بالرغم من أن لو كبار البلد تبرعوا بمرتب 11 شهر.. لكان قيمة راتب الشهر المتبقي أكبر من قيمة ما يوفره ذلك المصري المُغترب في سنة.

فلماذا لا يتبرع كبار البلد براتبهم من أجل البلد ؟

****

ما تقولش إيه إدتنا مصر, لأن هذا السؤال ليس له إجابة

****

يا ترى حد قال همشي على رجلي شوية عشان أوفر حاجة لبلدي ؟ يا ترى قال هروح الجامعة كل يوم على رجلي عشان أوفر حاجة لبلدي ؟

المشير عبدالفتاح السيسي الذي في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

ما هي ماركة سيارة المشير السيسي ؟ أو ماركة سيارة أبنائه ؟ أو ماركة سيارة رئيس الوزراء أو المحافظين ؟

متى كانت آخر مرة ركب فيها الفريق السيسي أتوبيسا للنقل العام يدخله الناس حشرا, أو وقف على رصيف المترو في وقت الذروة و الأجساد تُحيط به كيوم الحشر ؟

لكنه بكل بساطة يتجرأ لينصح هؤلاء المُهانين يوميا في المواصلات و الإزدحام المروري, أن يسيروا على أقدامهم !

متى سار هو أو غيره لنسير نحن ؟ متى فعل ليطلب من الشعب أن يفعل ؟

إن باع سيارته و سيارات أسرته و تبرع بثمنهم للدولة, ثم ذهبوا إلى كلياتهم و مدارسهم و أعمالهم على رجليهم فليطلب من الشعب حينئذ ذلك .

أم أن الشقاء مكتوبٌ على الشعب فقط دونكم ؟

و لا عجب الآن أنه أوقف القطارات, و مازال يُغلق محطات حيوية في المترو, دون أن يبحث عن حلولٍ غير زيادة شقاء المصريين فوق شقائهم, فلا يبدو أنه يعلم عن هذا الشقاء شيئا, بل يطلب للشعب مزيدا منه.

****

ثم الناس تيجي في الإعلام تقول فين الخدمة الطبية ضحكة سخرية خدمة طبية إزاي ؟ منين ؟

المشير عبدالفتاح السيسي في حديثه مع مجموعة من الأطباء حديثي التخرج.

****

يتحدث الذي فُوَّض من المجلس العسكري ليخوض إنتخابات الرئاسة, أن ليس هناك ثمة خدمة طبيه سُتقدم للمصريين في المستقبل القريب,

يتحدث عن أن الظروف عصيبة, و الإقتصاد مُنهار, و سكان مصر عبءٌ عليها, أو عليه هو شخصيا,

بحثت في أيٍ من كلامه عن حلول, عن مشاريع عملاقة, عن أفكار عبقرية, عن خطة لجعل مصر كما هو المُفترَض أكثر الدول جذبا للسياح,

أن يتحدث كيف يستفيد من الطاقة البشرية الهائلة, و العقول النابغة, و الأراضي الشاسعة, و المجاري المائية,

بحثت في حديثه عن أي شيء يتعلق برفع دعم الكهرباء عن مصانع الكبار, بدلا من إضافة 15 جنيه على فاتورة الكهرباء تحت بند قمامة بالرغم من أن لا أحد يرفع القمامة.

إنتظرت حلا واحدا يُعطيه للشباب, لكنه لم يفعل.

لم يفعل و اكتفى بالطلب من الفقير أن يربط على بطنه أكثر, و من الذي يعاني من المواصلات أن يُعاني أكثر, و من الذي يأمل في أن يتزوج أن ينسى ذلك الآن, و من يُريد أن يعيش كما الحياة.. أن يعيش كما الموت.

****

بقولك أيام سودة

مواطن مصري في مقابلة تلفزيونية.

****

و بما إن ذلك هو حال البلد, و هو لا يملك الحل, الحل الذي جعل من اليابان بلدا غنيا و مُتقدما بعدما دُمرت بشكل شبه كامل جراء الحرب العالمية.

و حوَّل ماليزيا من بلدٍ يعيش فيه 52% تحت خط الفقر إلى 5% فقط, بالرغم من امتلاك مصر كجغرافيا إمكانيات تفوقها مرات و مرات.

بما إنك لا تُقدم حلا, و تنتظر من الشعب الذي تريده أن ينتخبك لتكون رئيسه أن يُقدم هو الحلول, و تكتفي أنت بكرسي الرئاسة, و بترديد عبارة ذلك المواطن المصري البسيط أيام سودة ” .

فإن كُنت كذلك

فإعطني أمارة واحدة تجعلك تطلب أن تكون رئيسا, أو تجعلنا نطلب ذلك !

كتبالناشطوالمدونمحمدإبراهيم،العضوالمؤسسبجبهةطريقالثورة،هذهالتدوينةعلىمدونتهصدىصوتفي6 مارس،تعليقاًعلىخطابالمشيرالسيسي،منتقداًأسلوبهفياقتصارحديثهعلىمطالبةالشعببتحملالأعباء،بدلاًمنطرحالخططأومخاطبةرجالالسلطةوالمال.

للإطلاععلىالنصالأصلي:

http://sada-sawt.blogspot.com/2014/03/blog-post.html

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *